دُشن مطلع حزيران يونيو الجاري موقع الكتروني متخصص لترويج الموسيقى العربية البديلة التي يتولى تأليفها موسيقيون شباب، من مختلف الدول العربية. وهذه الخطوة الفريدة من نوعها في الأردن، أطلقتها شركة"إنكونيتو"اللبنانية لإنتاج وتوزيع"أنماط موسيقية غير تجارية تخاطب روح الفن بعيداً من الابتذال والتصنع الاستعراضي"، بحسب ما تعرّف عن نفسها. ويأتي موقع"الشبكة البديلة للشرق الأوسط"www.incognito.com.lb تتويجاً لموجة معاصرة في التوجهات الموسيقية على مستوى العالم العربي، بدأت تتحدد ملامحها في السنوات القليلة الماضية، لتفرز أشكالاً موسيقية متحررة من قيود عالم الموسيقى التجارية المبتذلة التي اجتاحت الشارع على يد كبريات شركات الإنتاج والفضائيات العربية منذ انطلاق ثورة المعلومات والاتصالات في المنطقة. وبحسب موسيقيين وفنانين ومتلقين تمكنوا من إلقاء نظرة على الموقع الحديث، فإن هذا الموقع يفسح المجال أمام المهتمين بالفنون الموسيقية الجادة والمختلفة للحصول على معلومات وافية عن جميع الفنانين أصحاب الألبومات الموسيقية التي توزعها أو تنتجها "إنكونيتو"وغيرها من شركات الإنتاج الصديقة لها والمتخصّصة باحتضان الموسيقى الشرقية الملتزمة أو التجريبية مثل شركة "فوروورد"اللبنانية. وبذلك يحظى الجمهور العربي والعالمي بفرصة تكفل التعرف الى صوت موسيقي وشرقي مختلف يتعدى حدود شرقيته، ليخلط رؤى وتوجهات موسيقية قد تكون غربية أو "إثنية"أو الكترونية ذات مزاج تجريبي. وفي الموقع فرصة أمام المتلقي للاستمتاع بنماذج موسيقية سورية للينا شماميان جاز شرقي، وفرقة "إطار شمع"روك سوري، وفرقتي حوار جاز شرقي وطويس كلاسيكي شرقي، وغيرها. إضافة الى تجارب موسيقية رائدة من لبنان أفرزت موسيقى عربية الكترونية، ضمن إنتاجات موسيقية تمتعت بالجرأة مثل "الصابون يقتل"، إلى جانب ألبومات موسيقية من الأردن مثل ألبوم "كان يا مكان"لمكادي نحاس ذات الصوت الفيروزي. ويعرض الموقع أيضاً موسيقى من مصر ومن ضمنها أعمال لفتحي سلامة الحائز على جائزة "غرامي"العالمية للموسيقى وألبوم "جاز شرقي"لفرقة "افتكاسات"من القاهرة، وألبوم "عيش وملح"لفرقة "مسار"المصرية المشهورة باسم "اسكندريلا"، إضافة إلى ألبومات لفرق من فلسطين والعراق. ويؤخذ على الموقع أنه يتوجه الى المتلقين باللغة الانكليزية فقط، ما قد يستثني من جمهوره من يفضلون البحث والاستفسار باللغة العربية، أو ممن لا يتقنون الإنكليزية مثلاً. ويسهل الموقع التنقل بين الصفحات كونه مبني على هيكل "رفيق"بالمستخدم العادي، كما يتمتع بمحرك البحث الخاص به ليتسنى الحصول على المعلومات في شكل مباشر وسهل. وأهم ما يميزه هو زاوية المذياع الخاص بالموقع على يمين الصفحة، الذي يتم فيه البث الدوري لمقطوعات موسيقية كاملة لموسيقيين مختلفين لهم ألبومات يتم ترويجها. ويُعنى الموقع بتبويب الألبومات بحسب أنواعها الموسيقية في شكل يسمح للمتلقي بالتعرف الى أنماط مختلفة من جاز شرقي إلى موسيقى الكترونية، الى روك شرقي، الى "راب"عربي، وغيرها من التعريفات الحديثة. وهناك أيضاً عينات موسيقية من كل ألبوم مطروح للعرض، إضافة إلى سهولة شراء هذه الألبومات من خلال بطاقات الائتمان من أي مكان في العالم، على غرار موقع "أمازون"العالمي. وسيُفعّل هذا الجانب بعد انقضاء الفترة التجريبية للموقع أي بعد حوالى 4 أسابيع، اذ سيتسنى لكل مشترك فتح حساب خاص له على الموقع، يستطيع من خلاله مراقبة حركته الشرائية والحصول على تقارير ومعلومات خاصة بنشاطاته. والخبر الجيد لجميع الموسيقيين المشتركين في الموقع، هو قدرتهم على متابعة سير أعمالهم من خلال كلمة سر خاصة بهم للدخول إليه ومتابعة حركة الشراء وعدد الزيارات لصفحاتهم. وفي رسالة موجهة من الموقع إلى الفنانين أملت الشركة في "أن يسهم هذا الموقع في توسيع آفاق توزيع وبيع أعمالكم الفنية وتعريف جمهور أوسع بكم وبنشاطاتكم، وبحركة الفن البديل التي بدأت تنشط في هذه المنطقة. وهو لا يتوجه إلى الجمهور العادي فحسب، إنما يطاول المحترفين أيضاً، من منظمي حفلات، وصحافيين، وموزعين، إلى ما هنالك من أصحاب مهن مرتبطة بعالم الفن". وفي تصميم الموقع تتمتع الصفحات بإطلالة فرحة، إذ تستخدم الألوان برزانة من دون تشتيت للتركيز. وفي الوقت الحاضر يتسنى لأي مستخدم متابعة أخبار الفنانين على مستوى الموسيقى البديلة، وجداول عروضهم من خلال خانات خاصة في الموقع توفر المعلومات بيسر وسهولة في أنحاء المعمورة. يذكر أن الموقع يعرّف أيضاً بفنانين تجديديين أو تجريبيين في مجالات أعمال التصوير الفوتوغرافي والكتب ومجموعات القصائد والأقراص المدمجة DVD.