ألبوم «التوبة» لمجموعة «شراكة» الموسيقية، هو آخر الأسطوانات الصادرة ضمن سلسلة إنتاجات مشروع «عبور»، ويشرف عليه المنتج والموسيقي الفلسطيني سامر جرادات، الذي قال إن الأسطوانة تعبّر عن جمال المزج بين موسيقى الشرق والغرب، إضافة إلى أغان من التراثين الفلسطيني والعالمي، وهي إصدار فلسطيني - نروجي مشترك. وكما جرت العادة عند إصدار الأسطوانات السابقة ضمن «عبور»، بدأت جولة من العروض لألبوم «التوبة» في مدن فلسطينية عدة، ضمن حفلات تحييها مجموعة «شراكة» التي تضم موسيقيين فلسطينيين ونروجيين، هم: طارق عبوشي (بزق وكورال)، هيلديغن أويسته (بوق وترومبيت وكورال)، محمد نجم (ناي وكلارينيت)، إنغريد كيندم (كيبورد)، شارلي رشماوي (عود وغيتار كهربائي)، ماتياس كليبن (غيتار باص)، سامر جرادات (إيقاعات)، هانس هيلبكمو (درامز)، وعبدالرحمن علقم (غناء). والمشروع المموّل من الصندوق العربي للتنمية الثقافية (آفاق)، انطلق قبل عامين، ويضم خمسة ألبومات متنوّعة في مضمونها وشكلها الموسيقي، إذ يشارك في الأعمال أكثر من 145 موسيقياً من فلسطين والعالم. ويرمي المشروع إلى إنتاج أعمال موسيقية على مستوى عالمي وتأسيس شبكة من المؤسسات الثقافية. والألبومات السابقة ل «التوبة» هي: «زهر اللوز» لفرقة «تريز يزن والأصدقاء»، «قصتنا» لفرقة «هوا دافي»، «قرار» لرباعي «أوان»، «الطابق الرابع» للموسيقي وعازف الكلارينيت محمد نجم، «رسائل إلى فلسطين»، وهو عبارة عن مقطوعات موسيقية على البيانو لنخبة من أشهر الموسيقيين الفلسطينيين، منهم باتريك لاما، رمزي ريحان، سعاد بشناق، جون فرح، دينا الشلة، وحنين نابلسي. و «زهر اللوز» هو القطاف الأول لفرقة «تريز يزن والأصدقاء»، وألبومها الأول الذي يبصر النور، وأطلق ضمن جولة عروض في مدن الضفة الغربية والجولان السوري المحتل والداخل الفلسطيني في أيلول (سبتمبر). ويحتوي على عشر أغنيات ومقطع صوتي، كانت نتاج اللقاء الذي جمع الثنائي تريز سليمان ابنة حيفا، ويزن إبراهيم ابن الجولان السوري المحتل في شتاء 2010. فشكلا، برفقة خمسة موسيقيين معظمهم من فرقة «توت أرض» الجولانية، إضافة إلى هيلانة خاطر، فضاءً خاصاً محملاً بتجاربهما الموسيقية في الكتابة والتلحين والغناء، وبتفاصيل حياتهما العامة والشخصية، ومتأثراً بواقعهما الجغرافي والحاضر. واستضاف «زهر اللوز» في أغنيات عدة منه الفنانين: هيثم بشارة، فرج سليمان، هنري أندراوس وعامر حليحل، الذين قدموا مساحات موسيقية متأثرة بعوالم موسيقية عالمية متباينة كالبوب والجاز والروك ونفحات من الشرق، لتتوحّد في موسيقى ابنة اللحظة والمكان جمعت حيفا ومجدل شمس ورام الله، متجاوزة الحدود التي رسمها الاحتلال. وأطلق ألبوم «قصتنا» لفرقة «هوا دافي» في آب (أغسطس) الماضي، في «مسرح تركي بن عبدالعزيز» في الحرم الجامعي الجديد لجامعة النجاح في نابلس، قبل أن تجول في مدن طولكرم والقدس ورام الله وبيت لحم وحيفا والجولان السوري المحتل. والألبوم مؤلف من 11 أغنية ومقطوعة موسيقية، كتب كلماتها الشاعر الجولاني جاد بريك، وساعده في كتابة الكلمات وتأليف الألحان بشر أبو صالح، وبعض أعضاء الفرقة. أُسست فرقة «هوا دافي» عام 2011 في مدينة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وهي تتبع أسلوباً موسيقياً يمزج أنماطاً موسيقية شرقية وغربية، وتطرح من خلال نصوصها قضايا اجتماعية وسياسية، إضافة الى الصراعات اليومية التي يعانيها الشباب العربي. والفرقة تضم ياسمين أيوب وبشر أبو صالح ومحمد طربيه وعلاء الشاعر وباسل مفرج وعمرو مدّاح وجاد بريك. وتوظّف الفرقة خلفيّتها الموسيقية الشرقية والغربية لخلق تأثير صوتي مميز، يأخذ سامعيها في رحلة عبر أجوائها وتدفق الأصوات الغجرية الحيوية فيها. وكشف جرادات أن مشروع «عبور» لن يتوقف مع الانتهاء من إصدار الأسطوانات، وأنه بدأ الإعداد لإصدار مزيد من الألبومات لفنانين وفرق فلسطينية لإيمانه بقدرة الفن على إيصال رسالة الفلسطينيين المحبين للحياة إلى العالم، ومفادها أنهم في حاجة إلى من يكسر العزلة التي يعيشونها.