كشف مصدر مقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي وجود مفاوضات بين الحكومة العراقية والجيش الأميركي لتسلم معسكر أشرف 85 كلم شمال شرقي بغداد الذي تتخذه منظمة"مجاهدين خلق"الإيرانية مقراً لها. وقال النائب سامي العسكري ل"الحياة"إن الحكومة العراقية طالبت القوات الأميركية"بتسليم المعسكر مثلما تم تسليم المتهمين في الحكومة العراقية السابقة". ولفت الى أن الجانب الأميركي"طالب بفرصة لدراسة الموضوع والوصول إلى قرار نهائي"، مؤكدا أن"ملف المنظمة سينتهي بعد تسليم المعسكر حيث ستلجأ الحكومة العراقية إلى طردها وفقا لصلاحياتها التي تخولها الحفاظ على سيادة البلاد". وكان رئيس"المجلس الأعلى"عبدالعزيز الحكيم اكد في مؤتمر صحافي الخميس أن القوات الأميركية ما زالت تتمسك بحماية"منظمة مجاهدين خلق"على رغم إجماع القوى العراقية على ضرورة طردها. وأكد النائب جلال الدين الصغير، في تصريحات صحافية أن الحكومة العراقية"دخلت مفاوضات مع الأميركيين لتسلم معسكر اشرف وستعزز هذه المفاوضات مع الصليب الأحمر لإنهاء الملف". وقال إن لدى الحكومة"القدرة الكاملة على طرد المنظمة من الأراضي العراقية، وباشرت مفاوضاتها مع القوات الأميركية بعد مطالبة عدد من النواب بطردها". وأوضح أن الأميركيين طرف فاعل في مشكلة"مجاهدين خلق"وأنهم"باتوا أمام استحقاق لإثبات حسن نياتهم تجاه سيادة العراق". وكان الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، أعلن قبل أيام"حظر على المنظمات والأحزاب والأشخاص والأجانب داخل العراق التعامل مع مجاهدين خلق، واعتبار من يتعامل معها مشمولاً بأحكام قانون مكافحة الإرهاب وإحالته على القضاء وفق القانون المذكور، فضلا عن وضع المنظمة تحت السيطرة التامة للحكومة وطردها من العراق والتعامل معها وفق القوانين العراقية". من جانبه رفض الناطق باسم منظمة"مجاهدين خلق"مهدي عقبائي قرار الحكومة العراقية. وقال إن"القرار خرق صارخ لاتفاقية جنيف الرابعة، ويتعارض مع مبدأ عدم الإبعاد القسري والقوانين الدولية واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949". وتتخذ منظمة"مجاهدين خلق"، المعارضة للحكومة الإيرانية، معسكر أشرف في ناحية العظيم التابعة لقضاء الخالص 15 كم شمال بعقوبة مقراً لها منذ ثمانينات القرن الماضي. وتتهم الحكومة العراقية المنظمة بتصفية المعارضين العراقيين وقمع انتفاضة الشيعة في الجنوب عام 1991، وتسعى إلى إنهاء وجودها على الأراضي العراقية.