سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"السلام الآن": بناء آلاف الشقق منذ بداية العام في 101 مستوطنة في الضفة والقدس شرق الجدار ... واولمرت يتحداها ويؤكد ان الاستيطان سيستمر في المناطق التي ستضم الى اسرائيل
فيما تسرّب أوساط رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت لوسائل الإعلام العبرية أنباء عن تقدم في الاتصالات السرية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، تؤكد تصريحات كبار المسؤولين فيها وتقارير رسمية أن المشروع الاستيطاني في القدس والضفة الغربية يشهد منذ بداية العام الحالي زخماً هائلاً لم تشهده المستوطنات منذ سنوات كثيرة. وبينما تكرر إسرائيل صباح مساء مطلبها من الفلسطينيين تنفيذ المرحلة الأولى من"خريطة الطريق"الدولية، فإنها تضرب عرض الحائط باستحقاقاتها الواردة في الخريطة، وفي مقدمها وقف البناء في المستوطنات وتفكيك البؤر الاستيطانية الصغيرة التي أقيمت بعد عام 2001. وكرر اولمرت بعد لقائه أمس وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس القول إن إسرائيل ستواصل البناء في الأحياء الاستيطانية في القدس وفي الكتل الاستيطانية الكبرى في محيط الضفة"والتي ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية في نطاق أي تسوية دائمة للصراع". في الوقت نفسه، أعلن مجلس بلدية القدس الاسرائيلي امس خططا لبناء 600 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة"بسغات زئيف"في الضفة. وقال ناطق باسم البلدية ان لجنة التخطيط والبناء وافقت على مشروع الاسكان في المستوطنة على الارض التي خصصت للمنشآت الصناعية. وقبل أن يكون بالامكان البدء في عملية البناء، يتعين أن يوافق وزير الداخلية الاسرائيلي عليه ويمكن للناس تقديم اعتراضات عليه. وقال رئيس بلدية القدس أوري لوبوليانسكي في بيان:"في ضوء تصريح رئيس الوزراء بأن البناء في أحياء القدس سيستمر، أعتقد أن الحكومة لن تؤخر هذا المشروع". ووعد نائب رئيس الحكومة ايلي يشاي المستوطنين المتدينين الحرديم في مستوطنة"بيتار عيليت"، كبرى مستوطنات الضفة المقامة على أراضي حوسان ونحالين بأن تسمح الحكومة لهم قريباً ببناء مئات الوحدات السكنية الجديدة. وقال إنه بفضل وجود حركته في الائتلاف الحكومي، يتواصل البناء في مستوطنة"غفعات زئيف"و"أرجو أن يتواصل في معاليه أدوميم وبيتار عيليت"، مذكّراً بتأكيدات اولمرت في هذا الصدد خلال لقائه المستشارة الألمانية أنغيلا مركل الأسبوع الماضي. تقرير"السلام الآن" وأفاد تقرير نشرته أمس حركة"السلام الآن"الاسرائيلية التي ترصد النشاط الاستيطاني في الأراضي المحتلة عام 1967، ان إسرائيل تقوم منذ بداية العام الحالي ببناء عشرات آلاف الشقق الجديدة في 101 مستوطنة في القدس والضفة وفي البؤر الاستيطانية"غير المرخصة". وأشار إلى أن الحديث يدور عن إنشاء نحو 500 مبنى يضم كل منها عشرات الشقق السكنية، لافتا إلى أن تصاريح البناء أعطيت لمستوطنات شرق الجدار الفاصل أيضاً التي يفترض، وفقاً للتصور الإسرائيلي، تفكيكها في إطار اتفاق السلام الدائم في مقابل إبقاء الكتل الاستيطانية الكبرى تحت السيطرة الإسرائيلية. وأضافت الحركة أن البناء في أكثر من نصف المباني ال 500 بدأ فعلاً، وأن 20 في المئة منها يقع شرق الجدار الفاصل، في حين ان البناء في سائر المباني يتواصل بلا توقف. وأضاف التقرير أن المستوطنين نجحوا في الأشهر الأخيرة في"الالتفاف"على قرار الجيش منع نقل بيوت جاهزة كرفانات إلى مستوطنات في الضفة، ونقلوا 184 منها إلى مستوطنات غالبيتها معزولة في أعماق الضفة. وتابع أن وزير الدفاع ايهود باراك صادق في الفترة الأخيرة على بناء 969 وحدة سكنية جديدة، منها 750 وحدة في مستوطنة"غفعات زئيف"و48 في مستوطنة"أرئيل"شرق الجدار المقامة على أراضي سلفيت ونابلس، في حين صادق اولمرت شخصياً على البناء في"أرئيل". شرق الجدار الفاصل وأكد التقرير مجددا أن حجم البناء في الأحياء الاستيطانية في القدسالمحتلة في الأشهر الأخيرة غير مسبوق"يراد منه تعميق الاستيطان شرق الجدار أيضاً". وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية ومنذ مؤتمر أنابوليس أواخر تشرين الثاني نوفمبر الماضي نشرت مناقصات لبناء 750 وحدة سكنية في القدسالشرقية، في مقابل 46 وحدة سكنية طيلة العام الماضي. كما أودعت"لجنة التنظيم والبناء اللوائية"مخططاً لبناء 3600 وحدة سكنية جديدة، بينما قرر وزير الداخلية مئير شيتريت تحويل مستوطنة"موديعين عليت"إلى مدينة، ما سيمنحها موازنات حكومية هائلة لغرض التوسع السريع. وشمل التقرير تفصيلاً عن أعمال استيطانية جارية في نحو 60 بؤرة استيطانية عشوائية التزمت إسرائيل تفكيكها قبل أربع سنوات، لكنها لم تزل أياً منها بل تعطي الضوء الأخضر لتوسيعها تمهيداً لشرعنتها. وأعلن مستشار وزير الدفاع لشؤون الاستيطان ايتان بروشي أنه لا يمكن تجميد البناء في المستوطنات، مضيفا أن المفاوضات جارية مع قادة المستوطنين لإخلاء طوعي لخمس نقاط استيطانية عشوائية من مجموع أكثر من مئة التزمت إسرائيل تفكيكها ولم تفعل، بل أضفت الشرعية على أكثر من سبعين منها. وأضاف أن الحكومة"تمتنع عن إقامة مستوطنات جديدة، لكن لا يمكن عدم توفير الردود الملائمة للتكاثر الطبيعي في المستوطنات من خلال السماح ببناء وحدات سكنية جديدة". من جهته، هاجم"مجلس المستوطنات في الضفة"تقرير"السلام الآن"ووصفه بالكاذب. ودافع المجلس عن"حق"المستوطنات في البناء لسد الحاجة الناجمة عن التكاثر الطبيعي فيها، ولم يتردد في الإعلان صراحة أن المستوطنين سيواصلون البناء حتى من دون الحصول على تراخيص لذلك من الحكومة.