حذر تقرير رسمي إسرائيلي كشفته صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس، من أن إيران ستقصف، بمشاركة سورية وحركة"حماس"و"حزب الله"، تل أبيب ومحيطها في حال نشوب حرب جديدة، متوقعا"شللاً تاماً"وسقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى. في حين شدد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك على أن الدولة العبرية مستعدة للرد على أي هجوم يشنه"حزب الله"، داعيا إلى أخذ التهديدات بالرد على اغتيال القيادي في"حزب الله"عماد مغنية"على محمل الجد". وأكد التقرير الذي أعدته"هيئة اقتصاد الطوارئ"الحكومية على خلفية"الدروس المستفادة"من الحرب على لبنان في تموز يوليو 2006، ووزعته سراً على الوزارات والبلديات، أن أي حرب مقبلة قد تشهد سقوط"مئات القتلى، وآلاف الجرحى، وزخات مكثفة من الصواريخ على وسط إسرائيل، وشللاً تاماً في مطار بن غوريون الدولي، وقصفاً مستمراً على الطرق، وانقطاع التيار الكهربائي لساعات في مختلف أنحاء البلاد، إضافة إلى توقف إمدادات المياه للمنطقة بكاملها". وأشارت"يديعوت أحرونوت"إلى أن التقرير"يعرض سيناريوات عدة للحرب، ويتعامل مع احتمالات قاسية للغاية، بعضها مثير للفزع، في ضوء الدروس المستقاة من حرب لبنان". واعتبرت أنه"لا يتوقع تطورات مستقبلية، بقدر ما يشكل دليلاً لمساعدة الهيئات المدنية في الاستعداد للحرب". ولفتت إلى أن الهيئة صنفت هذا السيناريو باعتباره"أشد احتمال وارد". وتوقع التقرير أن"تستمر الحرب شهراً، وتشهد مشاركة سورية عمليات عسكرية في هضبة الجولان وإطلاق صواريخ من طراز سكود على الداخل الإسرائيلي، ولبنان إطلاق"حزب الله"آلاف الصواريخ على الجليل وحيفا وصواريخ طويلة المدى على وسط إسرائيل، والفلسطينيين إشعال صراع محدود نسبياً يتضمن إطلاق صواريخ قصيرة المدى من غزة والضفة الغربية وشن هجمات"إرهابية"، بينها عمليات انتحارية". ورأى أن"إيران ستشارك في هذه الحرب التي قد تقوم في أعقاب رد على اغتيال مغنية، لكنها ستطلق عدداً محدوداً من الصواريخ البالستية ذات الرؤوس التقليدية". وتكهن باحتمال شنها"هجمات جوية على أهداف عسكرية واستراتيجية وأخرى تستهدف البنية التحتية، إضافة إلى محاولات خطف مدنيين وعسكريين". ولفت إلى أن وقوع هذه الحرب سيسفر عن"سقوط ما بين 100 و230 قتيلاً ومن 1900 إلى 3200 جريح بين المدنيين الإسرائيليين. لكن في حال شن هجوم بأسلحة كيماوية، سيرفع عدد القتلى والجرحى إلى 16 ألفاً". وأضاف أن إسرائيل ستضطر إلى إجلاء أكثر من 227 ألفا من منازلهم، وأن نحو 100 ألف آخرين سيسعون إلى مغادرة الدولة العبرية. وفي سياق موازٍ، حذر باراك أمس من الاستخفاف بتهديدات"حزب الله"بالرد على اغتيال مغنية، داعياً الإسرائيليين إلى"البقاء متيقظين". لكنه أكد أن"أجهزة الأمن والاستخبارات استعدت لمواجهة أي تهديدات بهجمات أو اعتداءات ينفذها حزب الله". وقال لدى تفقده معبر في الخليل:"نحن نمر بوقت معقد وحساس للغاية تتزايد فيه المخاطر، لكننا سنتجاوزها بسلام". وفي المقابل، قال عاموس غلعاد المستشار السياسي لباراك في تصريح الى إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه لا يظن أن"حزب الله"سيفتح الجبهة الشمالية على الحدود، عبر إطلاق صواريخ على منطقة الجليل. وقلل من توقعات رئيس الاستخبارات العسكرية السابق أهارون زئيفي لاحتمال أن يحاول"حزب الله"اغتيال باراك أو مسؤولين كبار في وزارة الدفاع، قائلاً:"يجب أن نتوقع أي شيء، لكن في شكل بعيد من الأضواء".