أكد ديمتري ميدفيديف المرشح الأوفر حظاً للفوز بمنصب الرئاسة الروسية وخلافة فلاديمير بوتين في الانتخابات التي تجري الأحد المقبل خلال زيارته لبلغراد أمس، ان روسيا"ستواصل التزامها بدعم وحدة أراضي صربيا ومعارضتها لاستقلال كوسوفو". واجتمع ميدفيديف الذي رافقه وزير الخارجية سيرغي لافروف ومسؤولون آخرون، مع الرئيس الصربي بوريس تاديتش ورئيس حكومته فويسلاف كوشتونيتسا. وتركزت محادثاتهم حول قضية كوسوفو والتعاون الاقتصادي بين موسكو وبلغراد ومرور أنبوب الغاز الروسي عبر أراضي صربيا. ووُقعت خلال الزيارة وثائق اتفاق بين شركة"غازبروم"الروسية لإقامة خط أنابيب للغاز في صربيا، كما زار الضيف الروسي معامل النفط والغاز في بانتشيفو شمال بلغراد وتم إغلاق الشوارع التي مر فيها موكبه لدواع أمنية. وأصدر مكتب الرئاسة الصربية بياناً، ذكر فيه ان الرئيس تاديتش"أبدى امتنانه للقيادة الروسية على التزامها بمبادئ القوانين الدولية في دعمها لصربيا بخصوص قضية إقليم كوسوفو، وحرص روسيا على أن يكون تعاونها الاقتصادي مع صربيا متميزاً، والتنسيق الدائم بين روسيا وصربيا لما فيه فوائد البلدين"، ويرى مراقبون في بلغراد، ان زيارة ميدفيديف تأكيد على أن سياسة روسيا تجاه رفض استقلال كوسوفو لن تتغير بعد نهاية ولاية بوتين الرئاسية. وتزامنت زيارة المسؤول الروسي مع طلب بلغراد من المسؤولين عن إشراف الأممالمتحدة على كوسوفو الالتزام بأسس قرار مجلس الأمن 1244 الذي يعتبر كوسوفو إقليماً ضمن صربيا. وأفاد تلفزيون بلغراد أن رئيس الإدارة الدولية يواكيم ريكير رفض مطالب وزير شؤون إقليم كوسوفو سلوبودان سامارجيتش، خلال اجتماعهما في مقر للأمم المتحدة قرب العاصمة بريشتينا أمس، بأن"تشرف الإدارة الدولية على شؤون الأمن والقضاء والحدود والجمارك في كل أراضي كوسوفو". وأوضح سامارجيتش ان صربيا"ستمارس في إقليم كوسوفو كل الحقوق التي يوفرها لها قرار مجلس الأمن 1244، إضافة الى دعم رفض صرب الإقليم للاستقلال الذي أعلنه الألبان من طرف واحد، انتهاكاً للقوانين الدولية". وتفقد سامارجيتش يرافقه وزير التعليم الصربي زوران لونجار عدداً من التجمعات الصربية في كوسوفو"لتنظيم مدارسها وفق مناهج المدارس في جمهورية صربيا وتلبية احتياجاتها التدريسية والمادية كافة". ويعتبر سامارجيتش الذي ينتمي الى"الحزب الديموقراطي الصربي"بزعامة رئيس الحكومة كوشتونيتسا، من المتشددين تجاه كوسوفو والتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي، وكان صرح بأن اضرام النار في الحاجزين الحدوديين في 19 من الشهر الجاري من جانب صرب كوسوفو يعد عملاً شرعياً، ما جلب غضب المسؤولين الدوليين في الإقليم. وفي غضون ذلك، بث تلفزيون بلغراد تصريحاً لرئيس الحكومة كوشتونيتسا، دعا الولاياتالمتحدة الى عدم القبول بإعلان احد الأطراف استقلال كوسوفو والتزام القوانين الدولية تجاه صربيا"اذا ارادت صداقة الصرب". وفي وقت تواصلت التظاهرات المعارضة لاستقلال كوسوفو في التجمعات الصربية في الإقليم إضافة الى صربيا وخارجها، احتفل ألبان كوسوفو بهدوء بمناسبة مرور أسبوع على إعلان الاستقلال، وزار رئيس الحكومة هاشم تاتشي قبر الزعيم الراحل ابراهيم روغوفا، الذي كان الداعي الأول للاستقلال. وألقى تاتشي كلمة بثها تلفزيون بريشتينا، شكر فيها المواطنين على حرصهم لصيانة الاستقلال"بالعمل وزيادة الانتاج"ودعا الصرب الكوسوفيين الى"الاندماج والشراكة الوطنية للاستفادة من فوائد الاستقلال والتعاون مع المجتمع الدولي". وفي بروكسيل، أفاد ممثل الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر أمس، ان"مهمة البعثة الأمنية الأوروبية، تشمل كل كوسوفو وليس قسماً منه". وأكد ان البعثة"ستتعاون مع كل الأطراف، لأنها تعمل من أجل السلام والاستقرار في المنطقة".