أكدت الترويكا الدولية حول كوسوفو أميركا وروسيا وأوروبا أنها لا تزال تأمل في امكان التوصل الى حل توافقي لقضية الاقليم، على رغم اصرار الألبان على الاستقلال الكامل الذي يرفضه الصرب. وقال الممثل الأوروبي للترويكا وولفغانغ ايشينغير خلال المحادثات المباشرة بين الصرب والألبان التي أجريت في مبنى وزارة الخارجية النمسوية في فيينا أمس، إن"استخدام بعض الضغوط، يمكن أن يكون مفيداً من أجل قبول الطرفين بحل توافقي لقضية كوسوفو". وأبدى ثقته في تصريح نقله تلفزيون بلغراد، بوجود"نوع من التقدم في المحادثات والذي يمكن الانطلاق منه نحو الحل الذي يناسب الطرفين". ورأس الوفد الصربي الى المحادثات أمس، الرئيس الصربي بوريس تاديتش ورئيس حكومته فويسلاف كوشتونيتسا، فيما قاد الوفد الألباني رئيس كوسوفو فايتمير سيديو ورئيس حكومته أغيم تشيكو، وشارك في الوفد أعضاء ممثلو الأحزاب المعارضة الممثلة في برلمان الاقليم. والى الممثل الأوروبي، تضم الترويكا ممثلا الولاياتالمتحدة وروسيا فرانك وايزنر وبوتسان فازتشينكو. والتقى أعضاء الترويكا أولاً، بالوفد الصربي، الذي طلب"حصر المحادثات في مجالين، قرار مجلس الأمن 1244 الذي يعتبر كوسوفو اقليماً متمتعاً بحكم ذاتي واسع ضمن أراضي جمهورية صربيا وأن يتعهد الطرفان بعدم اللجوء الى اجراءات أحادية الجانب لا يقبلها الطرف الآخر". والتقى الأعضاء بالوفد الألباني الذي أكد"عدم تنازله عن استقلال كوسوفو". ثم تحدث الوفدان الصربي والألباني بصورة مباشرة، في حضور أعضاء الترويكا، التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات. وقال الوزير الصربي لشؤون كوسوفو سلوبودان سامارجيتش بعد المحادثات:"لا يزال يوجد مجال للحديث في شأن الحل التوافقي لمستقبل كوسوفو". في المقابل، قال عضو الوفد الألباني هاشم تاتشي:"ننتظر انتهاء المهلة الدولية حتى العاشر من كانون الأول ديسمبر المقبل، لنعلن استقلال كوسوفو بحسب خطة الوسيط الدولي السابق مارتي اهتيساري"التي توفر لاقليم كوسوفو الاستقلال تحت إشراف دولي. وحذر الرئيس الصربي في مقابلة مع وكالة أنباء"فرانس برس"من أن صربيا قد تواجه أزمة مع أعمال عنف محتملة في حال أعلن ألبان كوسوفو الاستقلال من جانب واحد. وأكد أن اعلاناً كهذا سيؤدي"على الفور الى عدم استقرار"، مضيفاً:"كل شيء ممكن. أفضل تجنب التفكير في سيناريوات لكن كل شيء ممكن حتى العنف". وشدد تاديتش على أن اعلان الاستقلال من جانب واحد"سيزعزع الديموقراطية الصربية ومستقبل البلاد"، في اشارة الى احتمال حصول أزمة حكومية قد يستغلها القوميون المتشددون الذين لا يزالون يتمتعون بنفوذ كبير في صربيا. وقد يسعى هؤلاء الى تنظيم تظاهرات احتجاج على ما يرى محللون، لكن القادة الصرب استبعدوا من الآن احتمال وقوع نزاع جديد كما حصل في العامين 1998 و 1999. ورأى تاديتش"انه في حال اعلان الاستقلال من جانب واحد"يمكن ان تحصل حال من عدم الاستقرار فوراً في كل الدول التي تعاني من مشاكل كهذه اقليات عرقية، مضيفاً:"ثمة الكثير من امثال سكان كوسوفو في العالم". ويعتبر وضع كوسوف النهائي الملف الأخير العالق منذ تفتت يوغوسلافيا السابقة وهو من المسائل الشائكة جداً التي ينبغي على المجتمع الدولي حلها. وتتواجه في المشكلة واشنطن التي تدعم استقلال الاقليم، وموسكو التي تقف الى جانب صربيا المستعدة لمنح حكم ذاتي واسع لكوسوفو. وتنقسم دول الاتحاد الأوروبي حول المسألة إذ بعض هذه الدول التي تواجه حركات انفصالية على أراضيها تتردد في القبول باستقلال كوسوفو من دون صدور قرار من الأممالمتحدة في هذا الشأن.