فشل مجلس الأمن مجدداً في اتخاذ قرار في شأن مستقبل اقليم كوسوفو، وسط استمرار الخلافات بين الألبان المصريين على الاستقلال والصرب الرافضين له، وانقسام أعضاء المجلس الدائمي العضوية في دعمهم للمتطرفين. وشهدت جلسة مجلس الأمن التي عقدت مساء أول من أمس، استمرار الانقسام في شأن تقويم الوضع الراهن في الاقليم والحل المناسب لمستقبله، اذ واصلت الولاياتالمتحدة وأعضاء المجلس الأوروبيين تفضيلهم للاستقلال، في حين عارضته روسيا والصين اللتان تؤيدان صربيا في رفضها لانفصال كوسوفو. وذكر تلفزيون بلغراد في عرضه لجلسة المجلس أمس، ان الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون حذر خلال الجلسة، من ان"استمرار الوضع الراهن في كوسوفو صعب. وتناول رئيس الادارة الدولية لكوسوفو يواكيم ريكير، وجهة نظره في التحسن الذي شهده الوضع العام في الاقليم، وقال: توجد بعض المشاكل، ولكن من غير الصحيح القول إنه لا توجد حرية التنقل، اذ يمكن التكلم في شوارع بريشتينا ومطاعمها بكل حرية باللغة الصربية، وأنا شاهد على ذلك". واعتبر الرئيس الصربي بوريس تاديتش في كلمته خلال جلسة مجلس الأمن أن"الاستقلال من جانب واحد واعتراف بعض الدول به، يمثل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن 1244 الذي يضمن وحدة أراضي جمهورية صربيا وسلامتها، ما يتطلب من المجلس منع هذا الاستقلال الذي لن تعترف به صربيا أبداً، لأن الاقليم يخضع للاشراف الدولي بموجب قرارات الأممالمتحدة". لكنه تعهد بعدم اللجوء الى القوة أو الحرب لمواجهة الألبان اذا أعلنوا الاستقلال، مؤكداً ان"صربيا ستبقى مؤمنة بصيانة وحدة أراضيها وسيادتها، وستلجأ الى الجهود الديبلوماسية والوسائل الديموقراطية والطرق القانونية لمنع انفصال الاقليم عن أراضيها، كما ان صربيا مستعدة لمنح الاقليم أكبر وأفضل ما هو ممكن من الحكم الذاتي". وأكد تاديتش ان اعلان استقلال اقليم كوسوفو من جانب واحد"سيمثل خطراً على المنطقة وأماكن عدة من العالم، لأنه سيشجع النزعات الانفصالية الموجودة لدى أقليات اخرى، وأن اعترافاً دولياً يمثل هذا الاستقلال ستتبعه تداعيات خطرة ومواجهات مماثلة لممارسات شبيهة من دول أخرى". وأشار الى رفض صربيا"تدخل الاتحاد الأوروبي عسكرياً في كوسوفو من دون موافقة مجلس الأمن". وقال رئيس حكومة كوسوفو هاشم تاتشي في كلمته:"لم نتوصل الى حل توافقي، لذا فإن خطة الوسيط الدولي السابق مارتي اهيتساري التي توفر الاستقلال لكوسوفو تحت الاشراف الدولي، هي الحل الأمثل، وسيتم تقرير سبيل هذا الاستقلال من خلال التفاهم مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، ليكون سبيلاً ناجحاً لكل مواطني كوسوفو وطريقاً للاستقرار في المنطقة، وسيكون تقدماً اقليمياً نحو الأفضل".