وجّهت إمارة دبي دعوة لدور الفن الأردنية واللبنانية وصالات العرض الخاصة، للمشاركة في واحد من أضخم معارض الفن المعاصر في الشرق الأوسط، والمعروف حالياً بمعرض"آرت دبي"وسابقاً ب"DIFC غلف آرت فير". لكن الوضع كان مختلفاً بين البلدين، إذ أعلنت صالتا"غاليري صفير- سيملر"و"غاليري أجيال"استعدادهما لعرض نخبة من الأعمال الفنية في"آرت دبي"الذي يقام ما بين 19 و22 آذار مارس المقبل، بينما وجد منظمو المعرض الإماراتي أنفسهم أمام معضلة ترتيب البيت الفني الداخلي في الأردن. فبينما حضّ جون مارتن، المؤسس المشارك ومدير معرض"آرت دبي"، نخبة من الرَّسامين وممثلي الصالات الأردنية، أثناء لقاء عقد في"دارة الفنون ? مؤسسة خالد شومان"في عمّان أول من أمس، على المشاركة الواسعة في المعرض المقبل، تعالت أصوات الحاضرين من الفنانين والمهتمين تشدد على وقوف الفنان الأردني عاجزاً عن المشاركة في معرض مثل"آرت دبي". وقد عزا البعض هذا العجز الى التكلفة العالية للمشاركة في حدث بهذه الضخامة، خصوصاً أن دور العرض الأردنية لم تبدأ بعد انتهاج فكرة"تبني"فنانين والترويج لأعمالهم حصرياً مع ضعف الإمكانات. وأكد مارتن ل"الحياة"أن مشاركة دور العرض العربية وخصوصاً اللبنانية والأردنية، في معرض"آرت دبي"والذي يقام سنوياً في منطقة جميرا في مدينة دبي الإماراتية، يعبر عن"التزام كبير من صالات العرض بالترويج لفنانيها". وأشار الى استحالة قبول طلبات من فنانين مستقلين بسبب صعوبة الدخول في دهاليز عملية الانتقاء الشائكة، ما دعا منظمي المعرض إلى انتهاج الطريق الأسهل والمتمثل في مخاطبة دور العرض العالمية وحضّها على تقديم من تجده جديراً بالمشاركة من الفنانين الذين تختص هذه الدور بترويج أعمالهم. يذكر أن الأردن لن يشارك في معرض"آرت دبي"هذا العام والذي يضم 70 دار عرض تروج لحوالى 500 فنان من أكثر من 30 دولة. وبحسب بعض الفنانين ممن شاركوا في اللقاء الأردني، هناك تردد كبير في شأن إمكان المشاركة في العام المقبل، لوجود عائقين اثنين يتمثل احدهما في ارتفاع رسوم الشحن وغيره من الأمور اللوجستية، والآخر في العلاقة غير المنظمة بين الفنان الأردني وصالات العرض الأردنية التي لا تعمل على أساس حصري. ما يؤدي إلى عدم قيام دور العرض الأردنية بحملات ترويجية جادة على نطاق واسع من أجل فنانيها، إضافة إلى عدم المغامرة من أجلهم في محافل من صنف"آرت دبي". وبحسب تعبير الفنانة التشكيلية الأردنية سامية الزرو، فإن"الفن غير موجود كأولوية". الأمر الذي ينعكس سلباً على الفنانين الأردنيين في قدرتهم على المشاركة في أحداث فنية ضخمة كمعرض دبي، خصوصاً أن"القطعة الفنية هنا تباع بألف دينار بينما تباع في دبي على أقل تقدير ب 25 ألفاً على سبيل المثال". ومن وجهة نظر المؤسسات الفنية غير الربحية، قالت لورا سروجي المديرة في دارة الفنون إن دعوة منظمي"آرت دبي"الأردنيين للمشاركة، تشكل"فرصة جيّدة للنظر إلى البيت الداخلي وتوضيب أموره"في الشكل الذي يسمح بنقلة نوعية تتيح للفن الأردني دخول سوق الفن العالمي بُعيد إتقان أبجدياته العملية. والجدير ذكره أن معرض"آرت دبي"ضم أعمالاً لفنانين سوريين ولبنانيين العام الماضي من طريق دور عرض عالمية وفرنسية، وسيقدم هذا العام بعض الأعمال العربية من ضمنها أعمال تركيب بصري للفنان اللبناني أكرم زعتري ومعروضات لدور عرض عربية بحرينية وتونسية وإماراتية ومصرية، بينما تعتبر أكبر مشاركة شرقية هذا العام برعاية الفنانة سليمة هاشمي من خلال مشروع"البحث اليائس عن الفردوس"الذي يشارك فيه 11 فناناً باكستانياً معاصراً سيقومون بإعداد معروضاتهم على أرض المعرض. ومن المتوقع أن يستقطب"آرت دبي""عشاق الأعمال الفنية الراقية من دول المنطقة العربية"بحسب المديرة التنفيذية للمعرض أسماء الشبيبي، خصوصاً مع مواكبة"منتدى الفن العالمي 2" للمعرض، الذي تتواصل أعماله مدة خمسة أيام ويناقش سلسلة من القضايا ذات الصلة في مداولات وجلسات مع نحو 50 من أهم الشخصيات الفنية الإقليمية والعالمية. ويضم المعرض التابع لمركز دبي المالي العالمي والمقام تحت رعاية حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هذا العام جناحاً خاصاً، تحت عنوان"آرت بارك"، مخصصاً للأعمال التجريبية مع التركيز على الأعمال المصورة"الفيديو". ولمعلومات أوفى عن المعرض تمكن زيارة www.artdubai.ae.