هددت بلغراد زعماء الألبان في كوسوفو بعدم السماح لهم بالاستقرار ساعة واحدة في حال تنفيذهم محاولة"استقطاع جزء من أرض جمهورية صربيا والسعي الى فصله عن الوطن الأم". وأعلنت بلغراد ان مؤسسات الدولة الصربية بدأت التحضير لاتخاذ إجراءات حازمة محلياً ودولياً، حال إعلان الألبان قرارهم بالاستقلال. وعقد"مجلس الأمن القومي الصربي"، اجتماعاً طارئاً امس، برئاسة الرئيس بوريس تاديتش وعضوية رئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا ووزراء العدل والدفاع والداخلية ورئيس أركان الجيش والمدير العام للاستخبارات الأمنية. وقرر المجلس البدء بتنفيذ إجراءات الحكومة الخاصة بالدفاع عن وحدة اراضي جمهورية صربيا وسيادتها. وبث تلفزيون بلغراد، ان المجلس"قرر ان تكون اجهزته منذ الآن في حال طوارئ لإحباط محاولات الانفصاليين الألبان الاستقلال في اقليم كوسوفو". جاء ذلك، بعد اجتماع تاديتش ورئيسي الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا والبرلمان أوليفر دوليتش، وقرارهم توحيد كلمتهم في ما يخص صيانة وحدة صربيا وأمنها القومي على ان"تكثف كل مؤسسات الدولة جهودها لمقاومة الاستقلال الذي يرمي الألبان الى افتعاله لانتزاع اقليم كوسوفو من وطنه التاريخي والتلاعب بمصيره، بدعم من أطراف دولية". ونشر رئيس الحكومة كوشتونيتسا بياناً أذاعه تلفزيون بلغراد، قال فيه:"ينبغي ان تعتبر كل مؤسسات الدولة الصربية، منذ الآن، ان قضية اقليم كوسوفو تشكل عملها الأهم وتكون على اتم الاستعداد لأداء واجبها الوطني والقومي الخاص بوحدة اراضي دولتها ومقاومة الذين يسعون الى فصل احد أجزائها، وأن تثبت واقعياً انها تقدم الرسالة الأفضل لشعبنا الصامد في كوسوفو، وما يؤكده من بطولات في التصدي لدعاة الاستقلال". وأضاف:"تسلمت الحكومة التفويض اللازم من اجتماع الرؤساء الثلاثة الجمهورية والحكومة والبرلمان بالاستعداد لإلغاء كل الإجراءات التي يعلنها البعض الألبان لإقامة دولة مفتعلة باقتطاع جزء من ارض صربيا بإعلانات تتنافى مع دستور البلاد وتنتهك القوانين الدولية، وعدم السماح ليستقر هذا الاستقلال غير الشرعي ساعة واحدة، وفي شكل لا يمكن هذه الدولة المفتعلة الادعاء بأنها باقية، وأن ينعم قادتها الإرهابيون الألبان بالهدوء لحظة واحدة، كي يثبت الصرب للدول التي تؤيدهم انهم حقاً يستحقون دعمها في دفاعهم عنه بحسب ما يوفره لهم القرار الدولي مجلس الأمن 1244 الذي يؤكد ان كوسوفو اقليم ضمن اراضي جمهورية صربيا". وأكد القومي المتشدد توميسلاف نيكوليتش، امس، تأييد حزبه"الراديكالي الصربي"لقرار الرؤساء الثلاثة"باعتباره سبيلاً جدياً لمنع استقلال كوسوفو، إذ تتطلب هذه الأيام المصيرية ان تتوحد كل الجهود الوفية لصربيا، ودعم إجراءات الحكومة لمنع الأعداء، داخل الإقليم وخارجه، من تحقيق نياتهم السيئة ضد الصرب".