اتخذ البرلمان الصربي في بلغراد أمس قراراً يصنع الخطوط الكاملة "لخريطة طريق صربية لمواجهة استقلال كوسوفو"، بغالبية استثنائية بلغت 220 صوتاً من أصل 250 نائباً يتكون منهم البرلمان. وشنّ النواب في كلماتهم هجوماً عنيفاً على الولاياتالمتحدة واعتبروها"عدوة الصرب الأولى حالياً". ولم يستبعد المتشددون منهم فتح جبهة بلقانية لمواجهة أميركا ومن يقف معها في قضية كوسوفو من دول الغرب، واثنوا على موقف روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين ووصفوها بپ"الصديقة الوفية الداعمة للصرب في الشدائد دائماً". واعتبرت وسائل الإعلام الصربية، أنها من الجلسات النادرة في تاريخ البرلمان الصربي الحديث التي يحضرها حوالى 240 نائباً من أصل 250، وتجرى الموافقة على قرار بغالبية 220 صوتاً، في حين عارض القرار 14 نائباً وامتنع عن التصويت ثلاثة نواب، وغاب عن الجلسة 13 نائباً، أشار اليهم رئيس البرلمان اوليفر دوليتش بأنهم إما مرضى أو مسافرون خارج صربيا. وأيد القرار أكبر الأحزاب الشريكة في الائتلاف الحاكم أو المعارضة، وهي: الديموقراطي بزعامة الرئيس بوريس تاديتش والديموقراطي الصربي بقيادة رئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا ومجموعة الخبراء برئاسة وزير المالية ملادن دينكيتش والراديكالي الصربي بزعامة فويسلاف شيشيلي الذي تحاكمه محكمة لاهاي حالياً بجرائم حرب والاشتراكي الصربي الذي أسسه الرئيس الراحل سلوبودان ميلوشيفيتش، فيما عارضه الليبراليون برئاسة تشيدومير يوفانوفيتش وتحفظ النواب"المجريون"على القرار بعدم التصويت. وأشار القائم برئاسة"الحزب الراديكالي الصربي 81 نائباً أكبر حزب منفرد في البرلمان الصربي توميسلاف نيكوليتش في كلمته، الى ان نواب حزبه يوافقون على هذا القرار على رغم معارضتهم لكل علاقة مع الاتحاد الأوروبي"لاعتبارهم كوسوفو أهم قضية صربية". ونقلت كل محطات الاذاعة والتلفزيون الصربية وقائع الجلسة التي استمرت نحو عشرة ساعات من دون استراحة، وحضرها بكاملها رئيس الجمهورية بوريس تاديتش ورئيس حكومته فويسلاف كوشتونيتسا. وطالب القرار بوقف كل المحادثات مع حلف الاطلسي وإرجاء احتمال إنضمام صربيا اليه الى أجل غير مسمى، والحفاظ حالياً على"حياد صربيا من النواحي العسكرية الدولية". وقال الرئيس تاديتش"القرار رسالة للعالم، ان صربيا موحدة من أجل كوسوفو، وأنها مستعدة للتضحية بكل شيء كي لا تفقد الإقليم". وأعلن تاديتش انه سيحمل معه الموقف هذا الى اجتماعات مجلس الأمن الشهر المقبل. أما رئيس الحكومة كوشتونيتسا فهاجم بعنف الولاياتالمتحدة ووصفها بأنها"تسعى الى تدمير النظام العالمي". وأكد ان سعادته لا حدود لها لأن الشعب الصربي، وإن اختلف في امور السياسة، فإنه متفق على منع اقتطاع شبر واحد من أرض صربيا. واختتم الرئيس وسط التصفيق قائلاً:"سيعرف العالم ان نضال الصرب من أجل كوسوفو هو النضال من أجل الحرية لصربيا كلها".