فشلت الضغوط الأوروبية في حمل رئيس الحكومة الصربية زعيم التكتل الديموقراطي الصربي فويسلاف كوشتونيتسا على دعم الإصلاحي المؤيد للغرب الرئيس المنتهية ولايته بوريس تاديتش في الجولة الحاسمة لانتخابات الرئاسة الصربية بعد غد الأحد. وبرر كوشتونيتسا موقفه في تصريح نشر في بلغراد أمس، بأن تاديتش"رفض الأخذ باقتراحات الديموقراطيين الصرب في شأن الموقف الواضح من مستقبل إقليم كوسوفو والتعامل مع الاتحاد الأوروبي". وقال:"رغبنا في دعم تاديتش، ولكنه رفض ربط هذه الانتخابات بمستقبل كوسوفو، لذا قررنا عدم إعلان الدعم لأي من المتنافسَين في هذه الجولة، وترك حرية الاختيار للناخبين. ولم يستبعد المراقبون ان يكون كوشتونيتسا انتظر عودة توميسلاف نيكوليتش من زيارته لموسكو وحصوله على تأييدها ليعلن موقفه بعدم دعم تاديتش. ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر"الحزب الراديكالي الصربي"الذي يقوده نيكوليتش، انها"تتوقع أن ينصب موقف كوشتونيتسا في التأكيد لكل القوميين بأن تاديتش ليس موثوقاً به بالنسبة الى الحقوق الصربية في كوسوفو، وحضهم على تقديم أصواتهم لنيكوليتش". وقدّم تلفزيون بلغراد مساء أول من أمس مناظرة مدة ساعة ونصف الساعة، ناقش خلالها تاديتش المؤيد للاتحاد الأوروبي ونيكوليتش المقرب من الروس، القضايا الصربية الرئيسية الراهنة، وخصوصاً مستقبل إقليم كوسوفو والانضمام الى الاتحاد الأوروبي. وأعرب تاديتش عن"قناعته الراسخة بأن سياسة الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، من شأنها وحدها أن تتيح لصربيا التطور، ولم يدخل أحد الى الاتحاد وهو يعلن خلال حملاته الانتخابية بأنه يؤيد هذا الدخول ويتصرف عكس ذلك في نشاطاته السياسية". وتناول نيكوليتش سياسة الطريقين اللتين ينتهجهما:"الأولى منفتحاً على روسيا والثانية نحو الاتحاد الأوروبي وتعتريها عقبات كثيرة، إذ ينبغي أن نتحدث بصراحة مع الاتحاد ... بأن لصربيا شرطاً واحداً وهو ان تدخل كاملة الى الاتحاد الأوروبي مع إقليم كوسوفو". وأكد تاديتش موقفه بأنه"لن يقبل أبداً كوسوفو مستقلاً، ولكن إذا أوقفنا الآن التقارب مع الاتحاد الأوروبي فسيكون ذلك خطأ فادحاً". وأوضح نيكوليتش انه سيجري تغييرات في صربيا"في اتجاه توحيد البلاد والنهوض بها".