الكرامة الإنسانية هي الوعاء النقي الطاهر بما فيه من قيم وأخلاق ومبادئ وإنسانية، فالإنسان الذي بلا كرامة كالإنسان الذي بلا مبادئ ولا إحساس ومشاعر، فالكرامة هي الإحساس الوحيد الذي يشعرنا بقيمتنا ووجودنا في هذه الحياة. فأين تكون كرامة الإنسان؟ ولماذا هي كلمة تمس وجداننا وتهز كياننا؟ ولماذا هي قيمة تتغير مع أحوال الإنسان وأوضاعه وسنين عمره المكتسبة أو تلك المسروقة؟ إذا راجع الإنسان سجل حياته وعاد بنفسه الى الوراء لرأى العجب من نفسه وممن حوله. الكرامة هي الشيء الذي يستحق أن يعتز به الإنسان فهي التي تبرز شخصية الإنسان وتحدد ميوله واتجاهاته وشموخه وقوته فالإنسان بلا كرامة كالجسد بلا روح ولا حياة... فالكرامة الإنسانية يجب أن يدافع الإنسان عنها قبل أن تسحق، وإذا لم يفعل فقد يكون كل ما يراه جارحاً ومهيناً لكرامته ومؤلماً لإحساسه لأنه بذلك التساهل يكون قد اعتاد الإهانة. قد يضطر الإنسان للتنازل عن كرامته في يوم من الأيام إما بسبب الفقر أو لحاجة ماسة أو للتمسك بأمر لا يمكن الحصول عليه إلا بالتنازل عن الكرامة، أو قد يتنازل القائد عن كرامته وسلطته من أجل سلامة شعبه والحفاظ على وطنه، وربما أيضاً يتنازل عنها من أجل الحب فلا يضحي بقلبه فقط بل يضحي بأعز ما يملك وهو كرامته لإرضاء المحبوب أو حتى من أجل إرضاء نفسه وحتى لا يشعر بتأنيب الضمير بأنه تخلى عن محبوبه في يوم من الأيام. إن مثل هذه الأمور هي التي تجعل الإنسان يتنازل عن كرامته، لكن هناك أموراً قد يكون بإرادتنا أن نتجاوزها ونضطر للتنازل عن كرامتنا، فلماذا لا يكون الإنسان أقوى من تلك الظروف طالما انها في متناول يديه؟ لماذا لا نسعى الى الأفضل الذي يغنينا عن السعي الى تلك الأمور والتنازل عن كرامتنا؟ إن الكرامة هي الإحساس الطاهر السامي الذي به نرتقي بأنفسنا. أبرار محمد السقاف - الرياض - بريد إلكتروني