يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت في موسكو اليوم محادثات مع الرئيس ديمتري ميدفيديف ينتظر ان يطغى عليها ملف التعاون العسكري مع دمشقوطهران، اذ تسعى تل أبيب إلى إقناع موسكو بالامتناع عن بيع الإيرانيين أنظمة صاروخية متطورة من طراز"اس 300". ومهدت موسكو للمحادثات بالتأكيد على"الثقة بإمكانات كبيرة للشراكة العملية بين البلدين"، كما أشار ناطق بإسم الكرملين أمس، موضحا أن بوسع موسكو وتل أبيب توسيع حجم التبادل التجاري الذي يبلغ حاليا نحو 2،7 بليون دولار، وإطلاق مرحلة جديدة من الشراكة في المجالات التجارية والاقتصادية بالتركيز على"قطاعات مهمة جدا، بدءا من التقنيات الدقيقة وبينها تقنيات النانو التكنولوجيا العالية، وصولا إلى إطلاق مشاريع ضخمة في مجال الغاز الطبيعي". ومع اللهجة الودية التي استبق بها الكرملين اللقاء، أشار خبراء إلى ملفات صعبة وخلافية ستكون على طاولة البحث، وعلى رأسها مسألة تزويد روسياإيران وسورية بتقنيات عسكرية حديثة، اذ يعد هذا الملف بندا ثابتا على جدول أعمال زيارات المسؤولين الإسرائيليين لروسيا. لكن الجديد أن موسكو أعلنت أخيرا نيتها تزويد طهران أنظمة"اس 300"الدفاعية المتطورة التي تشكل مع الأنظمة الصاروخية"تور ام واحد"التي تسلمتها إيران من روسيا العام الماضي، العمود الفقري لشبكة الدفاع الجوي الإيرانية. اللافت أن الأوساط الرسمية الروسية تجاهلت هذا الملف في حديثها عن الزيارة، واكتفت بالإشارة إلى أن الملفات المطروحة للبحث هي مسائل العلاقات الثنائية وملفات التسوية في الشرق الأوسط. لكن مصدرا ديبلوماسيا رفيعا قال ل"الحياة"إن روسيا"ستواصل تنفيذ التزاماتها مع شركائها على أساس القانون الدولي"، مؤكدا أن التعاون العسكري الروسي مع دول المنطقة يقوم على أساس المواثيق الدولية ويدور حول أسلحة دفاعية لا تخل بموازين القوى في المنطقة، علما أن المؤسسات الروسية المختصة بمجال التعاون العسكري مع البلدان الأجنبية أشارت إلى أن روسيا ستواصل تنفيذ كل العقود الموقعة مع شركائها بصرف النظر عن الضغوط الخارجية عليها. إلى ذلك، لم يستبعد مصدر روسي أن تطرح موسكو خلال المحادثات مسألة المساعدات العسكرية التي حصلت عليها جورجيا من إسرائيل، في مسعى الى الحصول على تأكيد من تل أبيب على قطع كل أشكال التعاون العسكري مع تبليسي. يذكر أن إسرائيل أعلنت في وقت سابق تجميد صفقات لبيع أسلحة إلى تبليسي، في وقت حذرت موسكو من"مخاطر مساعدة جورجيا على إعادة تسليح جيشها على الأمن والاستقرار في القوقاز". وعلى رغم أن هذا الملف مع مسألة تصدير الأسلحة إلى سورية وإيران، يعدان من المسائل الخلافية بين موسكو وتل أبيب، لكن مصادر روسية حذرت من"المبالغة في تأويل الاختلاف في وجهات النظر"، مشيرة إلى أن العلاقات الروسية - الإسرائيلية"تمرّ بمرحلة جيدة جدا، وهي آخذة في التطور أكثر". من جهة اخرى، أعلن الكرملين أن المحادثات ستركز أيضا على سير عملية السلام في الشرق الأوسط على المسارين الفلسطيني والسوري. وأضاف أن الجانب الروسي سيولي اهتماما كبيرا"لضرورة تحسين الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية، خصوصا في قطاع غزة"، مشددا على موقف موسكو حيال ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة في المنطقة. وفي طهران، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي أن بلاده"تتعاون بشكل وثيق مع موسكو، خصوصا في المجال العسكري". وعن عقد تزويد إيران الأنظمة الصاروخية"اس 300"، أكد الناطق الإيراني أن بلاده"تعتمد في بناء قدراتها الدفاعية على جهود الخبراء الإيرانيين في المقام الأول. وفي الوقت نفسه نبني علاقات جيدة مع روسيا في المجال العسكري التقني، وهذا يخص توريد منظومات صاروخية مضادة للجوّ".