يصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى موسكو اليوم، لإجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وتوقع مراقبون في العاصمة الروسية ان تكون المحادثات"صعبة"خصوصاً ان ملفات خلافية ستطغى عليها، في مقدمها البرنامج النووي الايراني ومسألة استقلال اقليم كوسوفو . وكان ساركوزي استبق زيارته موسكو، الاولى منذ توليه منصبه، بتوجيه انتقادات الى الكرملين دفعت محللين روس الى عقد مقارنات بينه وبين سلفه جاك شيراك الذي كانت تربطه علاقات ودية مع بوتين، ادت الى تقارب مواقف البلدين ازاء عدد من الملفات الدولية في مقدمها معارضة الحرب على العراق. وينتظر ان يعقد الرئيسان قمة في الكرملين غداً الاربعاء، قالت مصادر في الديوان الرئاسي انها ستركز على ملفات العلاقة الثنائية والتعاون الروسي - الاوروبي، اضافة الى الملفات الدولية الساخنة، وبالدرجة الاولى التسوية في الشرق الاوسط ومسألتي ايران وكوسوفو. ورجحت اوساط روسية ان"يكون الرئيس الفرنسي ذو الاصول الهنغارية مفاوضاً صعباً بالنسبة للكرملين"خصوصاً بسبب تباعد مواقف البلدين في الملفين الاكثر سخونة وهما مشكلة ايران النووية وموضوع كوسوفو. ومعلوم ان موسكو تعارض تشديد العقوبات على طهران. ويستعد بوتين للقيام بزيارة في 16 الشهر الجاري هي الاولى من نوعها لرئيس روسي الى العاصمة الايرانية. وحول ملف كوسوفو، شددت موسكو غير مرة على معارضتها اعلان استقلال الاقليم من جانب واحد وهددت باللجوء الى استخدام حق النقض الفيتو لتعطيل اي قرار يمكن ان يصدر عن مجلس الامن في هذا الشأن. يضاف الى ذلك تباين المواقف في مسائل العلاقة بين روسيا وجاراتها من الجمهوريات السوفياتية السابقة وفي مقدمها جورجيا، علماً ان علاقات وثيقة تربط ساركوزي بالرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الذي ينتقد بقوة ما يصفه بأنه"محاولات هيمنة روسية على الدول المجاورة". وكذلك يعتبر ملف التسوية في الشيشان موضوع خلافي آخر وكان ساركوزي انتقد اكثر من مرة سياسات موسكو في الاقليم الروسي. وعلى رغم ذلك، اشار سياسيون روس الى وجود مجالات يمكن ان تساعد في تحسين العلاقات بين البلدين على الصعيد الثنائي خصوصاً في الملف الاقتصادي. وأعلن نائب رئيس الحكومة الروسية سيرغي ناريشكين الذي يرأس المجلس الروسي - الفرنسي للشؤون الاقتصادية والمالية والتجارية، أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين روسيا وفرنسا يتطور إيجاباً. واشار الى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا وفرنسا بلغ السنة الماضية 13.5 بليون دولار، أي ما يفوق مؤشر عام 2005 بنحو 37 في المئة. رايس وغيتس على صعيد آخر اعلنت موسكو امس، ان وزراء الخارجية والدفاع في روسيا والولايات المتحدة سيعقدون جولة مشاورات في موسكو الجمعة المقبل، بهدف السعي الى تقريب وجهات النظر بين البلدين وإيجاد حلول وسط للنقاط الخلافية الابرز، وهي مسألة نشر الدرع الصاروخية الاميركية في بلدان اوروبا الشرقية وقرار موسكو الانسحاب من معاهدة الحد من الاسلحة التقليدي في اوروبا. وكانت موسكو اعربت عن املها في وقت سابق بأن"يستغل الجانب الاميركي الفرصة من اجل التوصل الى اتفاق حول المشاكل العالقة". واقترح الروس على الاميركيين استخدام محطة رادار روسية تقع على اراضي اذربيجان في شكل مشترك بديلاً من منظومة الدفاع الجوي الاميركية المنوي نشرها في اوروبا. واعتبرت موسكو ان الاقتراح كفيل بتوفير وسائل مشتركة لمواجهة المخاطر الصاروخية التي تقول واشنطن انها تنطلق من ايران وكوريا الشمالية ضد القارة الاوروبية . لكن واشنطن اعتبرت ان الاقتراح الروسي ليس كافياً وان استخدام محطة الرادار الروسية يمكن ان يكون واحداً من عناصر المنظومة الدفاعية الاميركية. وينتظر ان يتطرق اللقاء المقبل الى جملة الاقتراحات الروسية في هذا الشأن وبينها التعاون لإنشاء درع صاروخية مشتركة في اوروبا وانظمة دولية لتحديد المخاطر.