تحاول إمارة دبي معتمدة على دورها كمركز عالمي للمال والأعمال، إحياء تجارة اللؤلؤ الذي اندثر صيده في منطقة الخليج منذ خمسينات القرن الماضي، نتيجة تغيّر مسار الاتجار به وظهور مزارع اصطناعية في اليابان وانتشارها في أنحاء العالم. وتسعى الى تنشيط هذه التجارة، التي يبلغ حجمها حول العالم 146 بليون دولار، يعتمد معظمها على اللؤلؤ الاصطناعي، ويُتداول ما تبقى من اللؤلؤ الطبيعي من خلال مزادات عالمية وبأسعار مرتفعة جداً. وأطلقت دبي أخيراً مشروع"لآلئ دبي"الذي بات يعتبر مثابة مجمع متكامل، يضم مزرعة وأكاديمية تعليمية وسوقاً لبيع اللؤلؤ، إضافة الى متحف حول الأساطير والحكايات التي تتعلق باللؤلؤ وبالرحلات البحرية في المنطقة، التي توضح إرث الإمارة التاريخي. وبعد إطلاق بورصة للإتجار به، أعلنت الإمارة الأسبوع الماضي استضافتها منتدى اللؤلؤ العالمي الأول، ويهدف الى جمع اللاعبين الكبار في قطاع صناعة اللؤلؤ وتجارته في العالم. وأكد الرئيس التنفيذي ل"مركز دبي للمعادن والسلع"احمد بن سليم، أن"ما يزيد على 200 من المتخصصين في اللؤلؤ في العالم سيشاركون في المنتدى الذي سيعقد مطلع السنة المقبلة. وسيركز على سبل توحيد هذه الصناعة بهدف زيادة الطلب من المستهلكين حول العالم". ولا تتوافر أرقام دقيقة عن مساهمة تجارة اللؤلؤ في اقتصادات منطقة الخليج حتى منتصف القرن الماضي، إلاّ أن المصادر التاريخية تشير إلى وجود مكامن كبيرة تمتد من الكويت الى رأس تنورة. وكان موسم الصيد يمتد سنوياً من نيسان أبريل إلى ايلول سبتمبر، حيث تبحر عشرات السفن الى مكامن اللؤلؤ. ولفت بن سليم الى أن اللؤلؤ"يشكل نحو 2 في المئة من حجم تجارة المجوهرات في العالم"، غير أنه أشار إلى أن"الدراسات تظهر تمتع تجارته بإمكانات نمو كبيرة في حال تعاون التجار والمصنعون حول العالم لتعزيزها". واستحدث"مركز دبي للمعادن والسلع"في 2007 دائرة خاصة لتزويد التجار الوسائل والأدوات التي يحتاجون إليها، لتنمية السوق وتوثيق العلاقات مع التجارة الدولية وتطوير الخدمات الخاصة بهذه الصناعة. وعلى غرار المشاريع الأخرى لمركز دبي للسلع المتعددة، يطوّر مركز"لآلئ دبي"مراحل دورة عمل هذه الصناعة، بدءاً من الإنتاج وانتهاء ببيع التجزئة. وتُعتبر"بورصة دبي للؤلؤ"، جزءاً أساسياً من هذه الدورة، إذ توفر منصة للتداول، وتنشئ مزارع لإنتاج اللؤلؤ في مياه الإمارة. ولفت بن سليّم إلى أن مركز"لآلئ دبي"يوفر برامج تدريبية مكثفة للمواطنين الإماراتيين الراغبين في الانضمام إلى قطاع اللؤلؤ،"ما يتيح الفرصة للعودة بهذه الصناعة إلى جذورها في منطقة الخليج، ولتوفير دخل يشغل المركز. كما ستُنظم رحلات سياحية لزواره تتضمن مراقبة الحياة البحرية، حيث سيعبرون الأنفاق الزجاجية تحت مياه مرسى خاص. وسيُنقل الزوار بالزوارق وقوارب"البوم"التقليدية المزودة أحدث التقنيات، إلى أماكن صُمّمت خصيصاً لتمنحهم تجربة حقيقية في الغوص لرؤية اللؤلؤ.