تمكنت إمارة دبي من إيجاد موطئ قدم لها في عالم الماس، المعروف ان من الصعب اختراقه وان له لاعبوه التقليديون الكبار في عدد من المراكز حول العالم. فلم يكد يمر على افتتاح بورصتها سنة ونصف السنة، حتى استطاعت استقطاب اكثر من 140 مؤسسة من كبرى شركات وتجار الماس حول العالم. كما تمكنت بورصة الماس الوليدة، بحسب ما ذكر نائب رئيس مجلس ادراتها احمد بن سليم لل"الحياة"، من التداول بنحو 435 ألف قيراط من الأحجار النفيسة، إضافة إلى استضافة 5 معارض للماس الخام، تخطت قيمتها ال66 مليون دولار. واعتبر بن سليّم أنها"بداية ممتازة لبورصة الماس"، متوقعاًَ ان تنمو تداولات البورصة بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، علماً ان إنتاج الماس الخام عالمياً أي الماس غير المقطوع أو المصقول بات يقدر بنحو 9.5 بليون دولار سنوياً. وتمكنت البورصة الناشئة من إقامة علاقات مفتوحة مع مراكز الماس حول العالم، من جنوب أفريقيا إلى روسيا وبلجيكا، بالرغم من صعوبة اختراق هذه الأسواق، وانضمت بذلك إلى قائمة الأسواق العالمية المتخصصة في هذه الأحجار، مثل أنتورب البلجيكية ونيويورك ومومباي. وأشارت المدير التنفيذي للبورصة، نورة جمشير، إلى انه"بات من الصعب على أي مركز للماس حول العالم تجاهل دبي كمركز لتداول هذه السلعة، على اعتبار ان وجود بورصة للماس في الإمارة يصب في مصلحة هذه المراكز وكل من يتاجر بهذه السعلة الفاخرة عالمياً". وأوضحت لل"الحياة"ان"دبي تقع في منطقة تعد ثالث اكبر مستهلك للماس عالمياًً"، وبالتالي،"من الصعب تجاهل الفوائد التي سيحصدها تجار الماس من وجود مركز يسهل مهماتمهم في الوصول إلى الأسواق الخليجية والعربية". ومن جهته، أشار بن سليم إلى ان"الإقبال على عروض الماس فاق التوقعات، مع الزيادة المطردة في أعداد المشاركين في كل عرض جديد"، مضيفاً ان"عدد الاستفسارات ارتفع بشكل ملحوظ في الأشهر القليلة الماضية، وهو ما نتوقع استمراره مستقبلاً بشكل أكبر". ولفت إلى ان"البورصة تنوي استضافة عدد من العروض الجديدة، الأمر الذي من شأنه إنعاش هذا القطاع التجاري في المنطقة وتوفير خيارات مجزية للمشترين". وكان مركز"دبي للمعادن والسلع"قد افتتح"بورصة دبي للماس"في مبادرة استراتيجية بهدف إنشاء سوق متخصصة في تجارة الماس الخام والمصقول، تكون أول بورصة ماس في العالم العربي وتخدم المنطقة كلها في قطاع ينمو باستمرار ويتعدى حدود الشرق الأوسط. وتهدف بورصة الماس إلى احتواء جميع الأنشطة المتعلقة بالماس، من التصنيع إلى التجارة إلى التقنيات. ومن أجل الترقي في هذه الصناعة بهدف مواكبة المستويات العالمية وحماية التجارة المشروعة للماس، اعتمد مركز دبي للمعادن والسلع معايير"كيمبرلي"للترخيص في دولة الإمارات العربية المتحدة.