قدر "بنك انكلترا" حجم الخسائر التي تحملتها الاقتصادات الدولية بسبب الازمة المالية، بنحو 10 تريليونات دولار سدس الناتج العالمي السنوي، في حين تجاهلت الصين ودول الخليج الرد على اقتراح رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون لزيادة مساهماتها وتمويل"صندوق الانقاذ المالي"الذي يرعاه صندوق النقد الدولي، وتصل مخصصاته الى 250 بليون دولار. لكن الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط"اوبك"عبدالله البدري قال، في رد على اقتراح براون"ان العالم لا يمكنه الاعتماد فقط على الدول المنتجة في اوبك للخروج من الازمة المالية". وسيزور براون دولاً خليجية السبت لمناقشة اقتراحه، واجتذاب اموال الصناديق السيادية، بعدما اجرى مشاورات امس مع الرئيس الدوري للاتحاد الاوروبي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس. ولم يكشف الناطق باسم"10 داوننغ ستريت"اسماء الدول التي تشملها جولة رئيس الوزراء. راجع ص11 ويأتي اقتراح رئيس الوزراء البريطاني بعد جولة في المنطقة لنائب وزير الخزانة الاميركي روبرت كيميت الذي عرض رؤية مماثلة وحض المسؤولين في المنطقة على ابقاء تدفق الاستثمارات الخليجية الى الاسواق الاميركية. وقال كيميت في الامارات امس:"نتطلع ان تبقي الصناديق السيادية الخليجية على نهجها المستمر منذ اكثر من خمسة عقود والقائم على الاستثمار وفق اسس متينة ما سيُشكل افضل مساهمة للاقتصاد الدولي". واشار الى ان الاستثمارات المباشرة الشرق اوسطية في الولاياتالمتحدة زادت على سبعة بلايين دولار في 2007 بنسبة ارتفاع تجاوزت 130 في المئة منذ 2001. ولم يذكر كيميت حجم الخسائر التي تكبدتها الاستثمارات الخليجية في الولاياتالمتحدة منذ بدء ازمة الائتمان او نتيجتها. وكان التقرير السنوي لصندوق النقد الدولي للسنة 2008، اشار الى اهمية الصناديق السيادية في النظام النقدي والمالي الدولي واعلن المجلس التنفيذي، اثناء مناقشاته اداء هذه الصناديق في آذار مارس الماضي،"ان صندوق النقد مؤهل لتسهيل وتنسيق وضع الممارسات الطوعية لهذه الصناديق ومساهمتها في استقرار النظام المالي الدولي". واعلن المسؤول الثاني في صندوق النقد جون ليبسكي ان الصندوق يفكر في تسهيل منح قروض قصيرة المدى"للدول ذات الاساس الاقتصادي الصلب التي تتعرض موقتا لضغوط مالية". واكد ان"دعم السيولة ينبغي ان يشمل القطاع الخاص في الدول التي تشهد تدهوراً لاسواق التمويل"، مشيراً الى ان"الدول التي تملك احتياطات كبيرة يمكنها ان توفر سيولة بالعملات الاجنبية بحسب الضرورات، اذا اثر النقص الخطير في الدولار على القدرة العملانية للمؤسسات". من جهة ثانية وفي بيانه الاستشرافي نصف السنوي قدر"بنك انكلترا"المركزي خسائر الاسواق المالية في العالم"حتى الآن، بنحو 1.8 تريليون استرليني 2.8 تريليون دولار وقال"ان المبلغ يرتفع الى 6.8 تريليون استرليني 10 تريليونات دولار اذا تمت اضافة الخسائر الى الاموال التي ضختها المصارف المركزية حول العالم في محاولة لاشاعة الاستقرار النقدي والمصرفي". وقالت وكالة"بلومبيرغ"الاقتصادية في تقرير لها"ان الاسهم الدولية خسرت من قيمتها نحو 12 تريليون دولار الشهر الجاري، بنسبة الثلث من الخسائر المسجلة السنة الجارية والتي بلغت حتى الآن 36 تريليون دولار. واشارت الى ان اسعار الاسهم في مؤشر"ام اس سي آي"للاسواق الناشئة تراجع الى مستويات العام 1995. ومع ان البورصات الآسيوية استعادت خسائرها التي تكبدتها اول من امس الا ان البورصات الاوروبية، التي فتحت على ارتفاع صباحا، عادت الى خسارة بعض المكاسب اثر اعلان تراجع ثقة المستهلكين في الولاياتالمتحدة ما كبد المؤشرات الاميركية خسائر في فترات تداول سبقت الاغلاق. وفي الخليج تراجعت مؤشرات غالبية البورصات مع استمرار قلق المستثمرين من كساد عالمي، لكن البورصة السعودية خالفت الاتجاه العام بعد اشاعات عن اندماج محتمل في القطاع المصرفي، وأغلق مؤشر البورصة على ارتفاع 5.25 في المئة مسجلاً 5621 نقطة لكنه لا يزال منخفضاً بنسبة 51 في المئة عنه في بداية السنة.