أوقفت الشرطة الباكستانية في العاصمة إسلام آباد ومدينة روالبندي المجاورة أمس، أربعة مشبوهين في التفجير الانتحاري الذي استهدف فندق"ماريوت"في إسلام آباد في 20 ايلول سبتمبر الماضي، وأسفر عن مقتل 60 شخصاً على الأقل. وأعلنت الشرطة ان المعتقلين، وأحدهم طبيب، مثلوا أمس امام قاضٍ متخصص في مكافحة الإرهاب، وانهم قيد الاحتجاز الاحتياطي مدة سبعة ايام. واتهمت السلطات تنظيم"القاعدة"بالوقوف خلف التفجير الذي نفذ باستخدام شاحنة محملة بكمية600 كيلوغرام من المتفجرات امام مدخل"ماريوت". وتشهد باكستان سلسلة من الهجمات الانتحارية معظمها على قوات الأمن والسياسيين منذ منتصف العام الماضي، واستهدف أهمها رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في روالبندي نهاية العام الماضي، ما ادى الى اغتيالها. في غضون ذلك، أعدمت"طالبان باكستان"في مدينة عزام ورساك بإقليم شمال وزيرستان القبلي شمال غربي شخصين اتهمتهما بالتجسس لحساب أفغانستان في مناطق القبائل. وترك القتلة رسالة مكتوبة بلغة البشتون التي تستخدم في مناطق القبائل, أفادت بأن الرجلين اللذين خطفا قبل خمسة ايام"اعترفا بأنهما جاسوسان، وانهما تلقيا اموالاً من افغانستان لتنفيذ مهمات تجسس، وكشفا ايضاً اسماء عدد من زملائهما". واعدم المتمردون سابقاً عشرات من افراد القبائل المحلية او لاجئين افغان اتهمتهم بالتجسس لحساب الحكومة الباكستانية او القوات الاميركية في افغانستان. وتلي الاعدامات غالباً ضربات اميركية تستهدف معاقل مزعومة ل"طالبان"في مناطق القبائل, على خلفية معلومات استخباراتية يوفرها مخبرون محليون. وقتل اول من امس 11 شخصاً في سقوط صواريخ اطلقتها طائرات اميركية تعمل من دون طيار على مدرسة دينية في اقليم جنوب وزيرستان. وفي واشنطن، أعلن مسؤول عسكري أميركي ان حوالى 25 مدرباً عسكرياً اميركياً بدأوا تدريب القوات المسلحة الباكستانية التي ستدرب بدورها قوات حرس الحدود القبلية على مكافحة التمرد لمساعدتها في بسط الأمن. وكشف ان الأميركيين لن يعملوا مباشرة مع قوات حرس الحدود الذين جندهم الجيش الباكستاني ويتولى قيادتهم، علماً ان البرنامج بالغ الحساسية سياسياً، في ظل تكرار إسلام آباد تأكيد ان وجوداً عسكرياً اميركياً على اراضيها يمس سيادتها. وفي السياق ذاته، ستقدم إسلام آباد آلافاً من بنادق كلاشنيكوف الرشاشة الى رجال القبائل موالين لها، مشيرة الى مشاركة بعضاً من حوالى 25 ألفاً من أفراد الميليشيات الموالية فعلياً في عمليات ضد المتشددين. على صعيد آخر، صرح السفير الأميركي لدى الحلف الأطلسي ناتو كيرت فولكر بأن الدول الأوروبية قد تزيد مساهمتها في بعثة الحلف في أفغانستان اذا ضخت واشنطن موارد اضافية وقدمت استراتيجية مقنعة. وفيما تدعو الولاياتالمتحدة شركاءها في الحلف الأطلسي الى إرسال المزيد من الجنود الي أفغانستان، وتقليل القيود على عملياتهم، قال فولكر انه"يعتقد بأن الأعضاء الآخرين في الحلف سيساهمون في شكل أكبر في مسعى الحلف اذا اطمأنوا الى استراتيجية الولاياتالمتحدة والتزامها". ويقول خبراء ان زيادة عدد القوات لن يكفي لتحقيق الاستقرار في أفغانستان، مؤكدين الحاجة الى تحسين الحكم والتنمية الاقتصادية وبذل مساعٍ جديدة لمكافحة الفساد وتجارة المخدرات.