قتل الجيش الباكستاني أمس، حوالى 40 متشدداً موالين لحركة "طالبان" الأفغانية وتنظيم "القاعدة" في إقليم جنوب وزيرستان القبلي شمال غربي المحاذي للحدود مع أفغانستان. وأكد الناطق باسم الجيش الجنرال وحيد ارشاد ان"العملية بدأت في وقت متأخر أول من أمس، وان المعارك ما زالت مستمرة". وفي الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، خطف حوالي 200 متشدد مؤيدين ل"طالبان"12 من قوات حرس الحدود بعد هجوم نفذوه على مقرهم، واستخدموا فيه قذائف صاروخية. وتصاعد العنف في شمال غربي باكستان منذ تموز يوليو الماضي، حين انهار اتفاق سلام وقع مع مسلحي القبائل اثر اقتحام الجيش"المسجد الأحمر"في إسلام آباد لإخماد حركة تمرد مرتبطة ب"طالبان". وقتل مئات الأشخاص في العنف شمال غربي باكستان منذ تموز الماضي، آخرهم 16 في هجوم نفذه انتحاري في ديرا إسلام خان. كما سقط أكثر من 50 شخصاً في تفجيرات انتحارية في إسلام آباد ومدينة روالبندي المجاورة حيث مقر الجيش. جاء ذلك في وقت تسعى السلطات الى إطلاق حوالي 240 جندياً خطفوا الشهر الماضي في إقليم جنوب وزيرستان. على صعيد آخر، حاول متشددون إسلاميون تفجير نحت لبوذا يعود الى القرن السابع في بلدة مينغورا بوداي سوات شمال غربي، ما أعاد الى الأذهان تدمير"طالبان"تماثيل قديمة لبوذا في أفغانستان قبل ست سنوات. لكن أي أضرار لم تلحق بتمثال بوذا الذي نحت جالساً في صخرة بلغ ارتفاعها 40 متراً. وقال إقليم خان المسؤول في إدارة الآثار ان"مجموعة رجال ملثمين حاولوا تدمير التمثال عبر تفجير أصابع ديناميت وضعت في فتحات حفرت في الصخر"، مشيراً الى ان الانفجار الحق أضراراً بالجزء العلوي من الصخر من دون الصورة. وقارن خان بين الهجوم وتدمير"طالبان"تمثالين عملاقين لبوذا في إقليم باميان بأفغانستان مطلع عام 2001، بحجة انهما يمثلان"إهانة للإسلام"، متجاهلة نداءات وجهها زعماء مسلمون بعدم تدميرهما. نيغروبونتي جاء ذلك خلال زيارة نائب وزيرة الخارجية الأميركية جون نيغروبونتي إلى إسلام آباد وإجرائه محادثات مع وكيل وزارة الخارجية رياض خان، قبل لقائه الرئيس برويز مشرف، الذي أكد دعم واشنطن له، علماً ان الجيش الباكستاني اعتاد اعلان تنفيذه عمليات في مناطق القبائل خلال زيارة المسؤولين الأميركيين الى إسلام آباد. وترى مصادر غربية وقوات الحلف الاطلسي في أفغانستانپفي ذلك مؤشراً من إسلام آباد لتأكيد قيامها بواجبها في"الحرب على الإرهاب"، ومحاولة من حكومة مشرف للدفاع عن نفسها في مواجهة الانتقادات الأفغانية والدولية . وكان نيغروبونتي صرح في كابول بان الولاياتالمتحدة غير أكيدة من المكان الذي يختبئ فيه بن لادن، لكنها تعتبر ان زعيم"القاعدة"ورفاقه باتوا لا يستطيعون ان يحكموا في افغانستان. وأوضح ان التقويم الأفضل لواشنطن هو ان بن لادن"ما زال حياً ويوجد في مكان على الحدود بين باكستانوأفغانستان، من دون ان يملك حرية التحرك وحكم افغانستان، بخلاف الوضع قبل اعتداءات 11 ايلول". شعبية بن لادن على صعيد آخر، كشف استطلاع للرأي اجري لحساب منظمة"تيرور فري تومورو"مستقبل خال من الارهاب التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقراً لها، ان بن لادن يحظى بشعبية اكبر من الرئيس الباكستاني برويز مشرف. ونال مشرف الذي يواجه اسوأ ازمة سياسية خلال ثماني سنوات من حكمه وضغوطاً متزايدة من واشنطن للقضاء على الإرهاب، نسبة تأييد 38 في المئة من 1044 شخصاً شملهم الاستفتاء في انحاء باكستان بين 18 و 29 آب اغسطس، في مقابل 46 في المئة لبن لادن و9 في المئة للرئيس الأميركي جورج بوش. وفي أفغانستان، أعلن الجيش الأميركي ان حوالي 12 من مقاتلي"طالبان"قتلوا في ضربات جوية شنها سلاح الجو التابع للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة في ولاية زابول جنوب. وأوضح الجيش ان اكثر من 245 من مسلحي"طالبان"قتلوا في ولايتي قندهار وزابول منذ نهاية آب أغسطس الماضي. واعترفت"طالبان"بتكبد خسائر في صفوفها، لكنها قالت ان القوات الأفغانية والأجنبية تبالغ في أعداد القتلى.