تضاربت الأنباء حول مقتل ديبلوماسيَين اميركيين يعملان في قنصلية بلادهما بمدينة بيشاور المضطربة شمال غربي باكستان، وذلك بانفجار سيارة مفخخة قرب مبنى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. إذ اعلنت السلطات المحلية سقوط 4 قتلى، مشيرة الى العثور على جواز سفر اميركي نصف محترق داخل حطام السيارة المدمرة. لكن السفارة الأميركية في إسلام آباد اعلنت جرح موظفين لم توضح طبيعة عملهما. وأوضحت ان انتحارياً صدم سيارته بجيب رباعي الدفع تابع لقنصليتها، فيما اعلن قائد الشرطة في بيشاور، امتياز الطف، ان الجيب استهدف بعبوة وزنها 110 كيلوغرامات بعد مغادرته القنصلية. وجاء التفجير بعد هجمات تبنتها حركة «طالبان - باكستان»، واستهدفت مقار أمنية وقواعد عسكرية باكستانية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وكانت الحركة اتهمت في بياناتها الأخيرة الحكومة بالتواطؤ مع الأميركيين، عبر موافقتها على إعادة فتح الطرق في باكستان لإمدادات قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في افغانستان، والتحضير لعملية عسكرية مع الأميركيين في اقليم شمال وزيرستان القبلي. ورغم نفي الجيش الباكستاني وجود أي اتفاق حول العملية، تكثفت عمليات جنوده في اقليمجنوب وزيرستان وتحولت معارك يومية حصدت عشرات من القتلى والجرحى من الجانبين، علماً ان مقاتلي «طالبان - باكستان» نشروا شريطاً مصوراً لعملية قطع رؤوس 16 جندياً أسروا خلال المواجهات. وقال ل «الحياة» الجنرال المتقاعد عبد القيوم، المسؤول السابق عن الصناعات الحربية الخفيفة والمتوسطة في الجيش الباكستاني، إن «تصاعد المواجهات في مناطق القبائل وازدياد عمليات مسلحي طالبان في المدن، يهدفان إلى ممارسة مزيد من الضغط على قيادة الجيش والحكومة لشن عملية واسعة ضد شبكة حقاني في شمال وزيرستان». وأضاف ان «واشنطن تحاول تصنيف شبكة حقاني بأنها ارهابية من أجل منع أي اتصال بينها وبين الجيش الباكستاني الذي اعتمد عليها سابقاً في ابرام اتفاقات سلام وهدنة مع مقاتلين قبليين، وافاد من تجنبها مواجهة الأجهزة الحكومية وتركيزها على العمل داخل افغانستان». وفي جاكرتا (ا ف ب)، دانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين الهجوم «الجبان» الذي استهدف موظفي القنصلية الاميركية في باكستان. وقالت كلينتون، اثناء زيارتها لجاكرتا تعليقا على الهجوم الذي وقع في بيشاور، انها تريد ان «تدين بكل وضوح الهجوم على موظفي قنصليتنا». واضافت: «ندين التفجيرات الانتحارية والهجمات الارهابية الجبانة التي تؤثر على العديد من الناس في انحاء العالم والتي يجب ان نقف جميعا ضدها». ورفضت كلينتون التكهن بهوية منفذي التفجير الا انها اشادت بتحرك السلطات الباكستانية. وقالت كلينتون ان «المعلومات التي لدي تفيد بان السلطات الباكستانية تحركت بشكل مناسب جدا». واضافت ان مواطنين اميركيين وباكستانيين يعملون في القنصلية اصيبوا عندما قام انتحاري بصدم سيارتهم باخرى مفخخة، وتم نقل بعض الجرحى جوا الى مستشفيات في العاصمة الباكستانية. ما يعني نفيا للمعلوملت عن مقتل الاميركيين.