اعتقلت السلطات الباكستانية مواطناً يدعى جمشيد للاشتباه بأنه العقل المدبر لخمسة تفجيرات في العاصمة إسلام آباد هذه السنة وممولها، بينها الهجوم الذي استهدف مكتب برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في الخامس من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وقدم كليم إمام قائد الشرطة في إسلام آباد المشبوه في مؤتمر صحافي، مؤكداً صلة المعتقل بقيادة حركة «طالبان باكستان»، واضطلاعه بدور حلقة الوصل الرئيسية بينها وبين منفذي العمليات الانتحارية والتفجيرات في أنحاء البلاد. وأوضح إمام أن جمشيد أوقف في منطقة شعبية بإسلام آباد قريبة من مدينة روالبندي المجاورة، وعثر في حوزته على كميات من الأموال و8 كيلوغرامات من المتفجرات ووثائق لمخططات مقرر تنفيذها، مؤكداً أن جمشيد اعترف بمسؤوليته عن تخطيط الهجوم على مقر برنامج الغذاء العالمي ومراكز أمنية في إسلام آباد ومدن أخرى، تنفيذاً لتعليمات أصدرتها قيادة «طالبان باكستان» في إقليمجنوب وزيرستان الذي تستهدفه حملة واسعة للجيش حالياً. في غضون ذلك، جددت طائرات تجسس أميركية تعمل من دون طيار قصفها مناطق القبائل (شمال غرب). وأطلقت صاروخين على منزل في قرية مير علي القريبة من ميران شاه كبرى مدن إقليم شمال وزيرستان، ما أدى إلى مقتل ثمانية مسلحين بينهم أجانب. واعتبرت هذه الغارة الجوية الثانية في منطقة القبائل الباكستاني خلال يومين،علماً أن الغارة الأولى أسفرت عن مقتل ستة مسلحين. وجاءت قبل لقاء مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ليون بانيتا كبار المسؤولين الأمنيين في إسلام آباد بهدف التشاور حول الاستراتيجية الجديدة للرئيس الأميركي باراك أوباما في أفغانستان. وشنت «سي آي أي» والجيش الأميركي 65 هجوماً صاروخياً على مناطق القبائل الباكستانية خلال الشهور ال15 الماضية، ما خلف 625 قتيلاً، علماً أن باكستان تعترض رسمياً على ضربات الطائرات الأميركية باعتبار انها تنتهك سيادتها، في وقت تقول واشنطن إن «الهجمات تنفذ بموجب اتفاق مع إسلام آباد يتيح للمسؤولين الباكستانيين استنكارها علناً». وفي بيشاور عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، قتل ثلاثة شرطيين باكستانيين في انفجار عبوة جرى التحكم بها من بعد لدى مرور آليتهم. جاء ذلك بعد 14 ساعة على هجوم انتحاري أسفر عن سقوط 19 قتيلاً و52 جريحاً في المدينة، واعتبر السادس فيها خلال 11 يوماً. في المقابل، اعلن الجيش أن جنوده قتلوا أكثر من 3 مسلحين وجرحوا 7 آخرين في منطقة لادها بإقليمجنوب وزيرستان، حيث تؤكد المؤسسة العسكرية سقوط أكثر من 500 مسلح منذ بدء عمليتها الواسعة ضد «طالبان» منتصف الشهر الماضي.