قالت جماعة "الإخوان المسلمين" إن سلطات الأمن المصرية شنت حملة دهم واسعة لمنازل منتمين إليها في محافظات عدة واعتقلت 38 شخصاً شارك معظمهم في حملة"فك الحصار"عن قطاع غزة مطلع الشهر الجاري. ووجهت السلطات إلى الموقوفين تهماً تتعلق بالانضمام إلى جماعة"محظورة"وعقد اجتماعات تنظيمية إضافة إلى حيازة مطبوعات"تحض على قلب نظام الحكم". ويأتي ذلك الإجراء الجديد في وقت تتجه فيه الجماعة التي تعتبر أكبر فصيل معارض في مصر، نحو اتباع سياسة عدم التصعيد مع النظام. إذ على رغم عدم إعلانها عن هذا التوجّه، فإن الملاحظ أن سياساتها في الفترة الأخيرة عبّرت بجلاء عن انتهاج"الإخوان"التهدئة، بالتزامن مع انفتاح أكبر على القوى السياسية المعارضة وإعلان الجماعة في مناسبات عدة رغبتها في تكوين ائتلاف معارض يضم الأحزاب والحركات المعارضة كافة"لتمثل قوة تستطيع الوقوف في مواجهة سياسات الحزب الوطني الحاكم". وأوضح محامي"الإخوان"عبدالمنعم عبدالمقصود أن سلطات الأمن نفّذت حملة موسعة مساء أول من أمس في محافظات عدة ودهمت منازل 28 شخصاً من المنتمين إلى جماعته في محافظة بورسعيد شمال شرقي القاهرة أوقفت خلالها 14 شخصاً في حين لم يوجد الباقون في منازلهم خلال وقت الحملة. وعُرض الموقوفون على النيابة التي قررت سجنهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات. وتابع عبدالمقصود أن الأمن دهم 24 منزلاً لمنتمين إلى"الإخوان"في محافظة الفيومجنوبالقاهرة وأوقف 16 شخصاً منهم. وأضاف أن ثلاثة أشخاص من محافظة القاهرة وآخر من محافظة الجيزة أوقفوا أيضاً. وقال شهود إن الشرطة"فرضت حصاراً أمنياً استمر ساعات عدة على المناطق السكنية التي يقطنها الموقوفون وأغلقت الشوارع المحيط بها قبل اقتحام منازلهم وتوقيف الموجودين فيها". وأضافوا أن أفراد الشرطة"استولوا"على أجهزة كمبيوتر وكتب ومطبوعات خاصة بالموقوفين. ولفت عبدالمقصود إلى أن معظم الموقوفين احتجزتهم الشرطة لساعات عدة يوم 6 تشرين الأول أكتوبر على خلفية مشاركتهم في حملة فك الحصار عن قطاع غزة والتي منعها الأمن من التقدم نحو القطاع. وقال عبدالمقصود ل"الحياة":"هذا الإجراء غير مبرر، والهدف منه تحجيم نشاط الجماعة وإرسال رسائل تخويف إلى المنتمين للإخوان". ويرى مراقبون أن النظام يهدف من الإجراءات التي يقوم بها إلى"إقصاء"الإخوان من الحياة السياسية وتحجيم انتشارهم في الشارع المصري ومنع تواصلهم مع المواطنين منذ أن نجحوا في انتزاع خُمس مقاعد مجلس الشعب 88 معقداً في انتخابات العام 2005. إلا أن قادة الجماعة أكدوا في مناسبات عدة أن سياسة الاعتقالات لن تثنيهم عن المشاركة في الحياة السياسية المصرية ولن تؤدي إلى"الحد من انتشارهم". وقال أحد قادة الجماعة:"كل مرة توجه الحكومة إلينا حملات أمنية وإعلامية نخرج منها أقوى وتكسبنا المزيد من الصلابة والشعبية على المستوى الداخلي، كذلك تمنحنا تعاطف الرأي العام". من جانبه وصف رئيس المكتب السياسي لجماعة"الإخوان"عصام العريان الإجراء الجديد ب"حملة تخويف وترهيب"، وقال في اتصال هاتفي مع"الحياة":"يحاولون ترهيب المنتمين إلى الإخوان لمنعهم من مساندة إخوانهم في قطاع غزة". وأوضح أن حملة فك الحصار مستمرة وأعلن أن يوم 2 تشرين الثاني نوفمبر المقبل سيكون يوماً ل"مناصرة شعب غزة المحاصر"، علماً أن هذا اليوم وقّع فيه اتفاق كامب ديفيد. وأضاف:"يحاول النظام إجهاض أي جهد شعبي للمشاركة في رفع الحصار عن القطاع". ورأى العريان أن جماعته لا تختصم النظام ولا تهدف إلى أي نوع من الإثارة والتصعيد لكن أعضاءها يمارسون حقوقهم كمواطنين مصريين وفقاً للدستور والقانون. وشدد العريان على ضرورة"تكاتف القوى الوطنية المعارضة كافة لمحاولة الخروج من المأزق السياسي المفروض عليها من قبل الحزب الحاكم". وقال:"نقوم بلقاءات للبحث بهدف بلورة رؤية موحدة للتحرك تضمن لنا العمل وفق خطة عمل موحدة تحقق لنا الوجود السياسي والانتشار في الشارع المصري". تصويب ورد في"الحياة"في عدد السبت أن مؤسس"الإخوان"الشيخ حسن البنا اغتيل في 8 كانون الأول ديسمبر 1948، والصحيح أنه اغتيل في 12 شباط فبراير 1949، فاقتضى التنويه.