تبادل المغرب والجزائر اتهامات حول المسؤولية عن إعاقة عملية المفاوضات حول الصحراء. وفيما اتهم مندوب الجزائر في الأممالمتحدة المغرب بأنه يعرقل مسار المفاوضات عبر تمسكه باقتراح الحكم الذاتي أرضية وحيدة للنقاش، دعا مندوب المغرب مصطفى الساهل حكومة الجزائر إلى الانخراط في دعم المفاوضات ومعاودة تفعيل الاتحاد المغاربي. وقال أمام اللجنة الرابعة للأمم المتحدة في نيويورك إن الحل السياسي الذي ترعاه الأممالمتحدة"يشكل فرصة حقيقية من أجل الطي النهائي لهذا الملف"، استناداً إلى قرارات مجلس الأمن الرقم 1754 و1783 و1813، ورهن ذلك باستجابة الأطراف المعنية، خصوصاً الجزائر التي اتهمها ب"التهرب من تحمل المسؤولية"في دعم جهود المجتمع الدولي. ودافع المسؤول المغربي عن موقف الموفد الدولي السابق بيتر فان فالسوم الذي خلص إلى أن البحث في استقلال إقليم الصحراء"ليس واقعياً"، مبدياً دهشته واستغرابه إزاء"الاستعانة بالموفد الدولي السابق"مؤكداً أن تصرفاً مماثلاً كان صدر عن تلك الأطراف حيال المبعوث الشخصي السابق الفارو دي سوتو الذي لم تدم ولايته غير فترة قصيرة في عام 2004. وقال المندوب المغربي إن هذا التصرف"ليس له إلا نهاية واحدة هي معاكسة الحظوظ التي تحمل آفاقاً جديدة للتسوية"، في إشارة إلى ضرورة معاودة عملية المفاوضات من النقطة التي انتهت اليها خلال الجولات الأربع السابقة في مانهاست نيويورك. ورأى أن التوصية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي دعمت توجهات مجلس الأمن من خلال دعم قراراته ذات الصلة. ورأت مصادر ديبلوماسية في استمرار المواجهات بين الأطراف المعنية بنزاع الصحراء محاولة للتأثير في مسار المفاوضات عشية تعيين موفد دولي جديد يرجح أن يكون الديبلوماسي الأميركي كريستوفر روس. غير أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لم يحدد بعد موعداً جديداً لمعاودة استئناف المفاوضات، في انتظار إكمال مشاوراته التي بدأت أخيراً. وذكرت المصادر أن مسؤولين مغاربة أبلغوا بان كي مون التزامهم مواصلة المفاوضات استناداً إلى خلاصات الموفد الدولي السابق بيتر فان فالسوم، فيما تسعى جبهة"بوليساريو"إلى الغاء تلك الخلاصات والبدء من نقطة الصفر. لكن فان فالسوم الذي استقال من مهمته قبل بضعة اسابيع، استبعد التوصل إلى حل سياسي في الأفق القريب، ما لم تبد الأطراف المعنية تنازلاً كبيراً. إلى ذلك، وصف العاهل المغربي الملك محمد السادس التحديات التي تواجه بلاده في المرحلة الراهنة بأنها"مشحونة بمخاطر أمنية وإكراهات انمائية". وقال في خطاب افتتاح السنة الاشتراعية الجديدة إن بلاده"تواجه تحديات خارجية مغاربية وساحلية ودولية"، في إشارة إلى تداعيات الوضع الأمني في منطقة الساحل جنوب الصحراء. ودعا البرلمان المغربي إلى حشد التأييد الدولي لقضية الصحراء"باعتبارها اسبقية الاسبقيات". في غضون ذلك، تواصلت في نهاية الاسبوع الماضي عمليات تبادل الزيارات بين الصحراويين المنتسبين الى جبهة"بوليساريو"والموالين للمغرب. واستفاد من هذه الزيارات حوالي 70 شخصاً من الموالين للمغرب و35 من المنتسبين إلى"بوليساريو". وبذلك يكون عدد الأشخاص الذين أفادوا من هذه الزيارات ذات الطابع الانساني يزيد على ستة آلاف شخص. وجدد بان كي مون أخيراً دعوته إلى أن تشمل الزيارات رحلات برية وليس جوية فقط.