أجمع أعضاء مجلس الأمن الدولي على تشجيع أطراف نزاع الصحراء الغربية لمواصلة مسلسل المفاوضات المتعثرة. وصرح رئيس المجلس الديبلوماسي الياباني يوكيو تاكاسو بأن الاتجاه يدعم المفاوضات «بحسن نية ومن دون شروط مسبقة»، موضحاً أن مشاورات المجلس حول قضية الصحراء خلصت إلى التقدير القوي الداعم لجهود الموفد الدولي كريستوفر روس «من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ونهائي ومقبول في شكل متبادل». وقال إن اعضاء المجلس أقروا تمديد ولاية بعثة المينورسو سنة جديداً الى نهاية نيسان (ابريل) المقبل. وكان تقرير الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أثار ردود فعل سلبية من طرف قيادة «بوليساريو» التي رأت فيه «تحيزاً» لمصلحة المغرب، ووجه زعيم الجبهة محمد عبدالعزيز رسالة الى بان كي مون رأى فيها أن التقرير قدّم صورة غير متوازنة ومشوهة للوضع في الصحراء الغربية والعوامل الحالية التي تعيق تقدم المسلسل السياسي»، ليخلص الى أن الاممالمتحدة «ليس لها رغبة في تنظيم الاستفتاء في الصحراء». كما صدر عن قياديين آخرين في الجبهة تهديدات لجهة معاودة النظر في خيار المفاوضات، فيما وصف وزير الاتصال (الاعلام) المغربي خالد الناصري التقرير بأنه تضمن أشياء «في مستوى الجدية والدقة والموضوعية» في اشارة إلى دعوة بان كي مون إلى إحصاء اللاجئين المتحدرين من اصول صحراوية المقيمين في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر. إذ تعتبر هذه المرة الأولى التي يعرض فيها تقرير للأمين العام للامم المتحدة الى هذه الأوضاع التي تصفها تقارير تنظيمات غير حكومية بأنها «مأسوية». وقال الناصري «التقرير أغضب الطرف الآخر» الذي يقول مراقبون إنه كان يعول على صدور توصية لتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو «لتشمل رقابة أوضاع حقوق الانسان». وأشارت مصادر إلى ان تقرير بان كي مون «وجّه ضربة ثانية لبوليساريو، بعد الموقف الصريح الذي كان تبناه الموفد الدولي السابق بيتر فان فالسوم وخلص فيه إلى أن استقلال اقليم الصحراء «ليس خياراً واقعياً». إلا ان فرصة معاودة استئناف المفاوضات باتت تواجه صعوبات حقيقية في ظل تباين ردود الأفعال، وتأكيد مجلس الأمن دعم جهوده الديبلوماسي الأميركي كريستوفر روس. وجاءت خلاصات مجلس الامن بعد زيارة استشكافية ثالثة قام بها روس الى المنطقة الشهر الماضي، وحرص على أن يبدأها من المغرب وينهيها في الجزائر. وشملت مخيمات تندوف وموريتانيا، غير أنه أقر باستمرار تباين المواقف ما يشكل مأزقاً حقيقياً، وأعرب عن الأمل في حل مقبول ووفاقي للنزاع في أمد غير قريب. إلى ذلك انتقد وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري موقف الجزائر حيال العلاقات المتدهورة مع بلاده. وصرح على هامش اجتماع وزراء خارجية دول غرب المتوسط 5+5 في تونس بأن هذه العلاقات «لم تعرف أي تطور على مستوى التطبيع أو معاودة فتح الحدود»، مشيراً الى أن ذلك يعيق الدمج المغاربي الذي أصبح ضمن اولويات العلاقات بين الدول المغاربية ونظيراتها في الاتحاد الاوروبي والاتحاد من اجل المتوسط. وقال الوزير الفاسي الفهري الذي اعرب عن اسفه حيال هذا الوضع، إن «الجميع يأسف لهذا الوضع الذي لا يساعد في دفع العمل الذي تقوم به وما تقرره مع الدول المتوسطية». على صعيد آخر، اكدت وزيرة الدفاع الاسبانية كارما شاكون ان المغرب يبذل جهوداً كبيرة في الحرب على الهجرة غير الشرعية والمخدرات والارهاب الدولي. وجاءت تصريحات المسؤولة الاسبانية في اعقاب محادثات اجراها وفد عسكري مغربي رفيع المستوى بقيادة الجنرال عبدالعزيز بناني قائد المنطقة الجنوبية مع قادة الجيش الاسباني في مدريد. عرضت لمجالات التعاون والتنسيق المتبادل. وترتبط الرباطومدريد باتفاقات عسكرية ضمن معاهدة حسن الجوار في تسعينات القرن الماضي. لكن مصادر لفتت إلى تزامن الاجتماع مع غياب المغرب عن اجتماعات قادة الجيوش في بلدان الساحل والصحراء لدرس التحديات الأمنية، وعزت مصادر رسمية غياب الرباط عن اجتماعات امنية وسياسية استضافتها الجزائر الى عدم ارسال الدعوة إليها، فيما ردت الجزائر في وقت سابق بأن المغرب لا يرتبط بحدود مشتركة مع دول الساحل المعنية بتلك التحديات محور الاجتماعات التي استضافتها الجزائر.