ذكرت مصادر حزبية أن مبعوثين من العاهل المغربي الملك محمد السادس يزورون عواصم الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لوضعها في صورة تطورات ملف الصحراء. وقالت المصادر إن قادة في أحزاب سياسية في الموالاة والمعارضة عُهد إليهم بفتح حوار مع عواصم القرار الدولي حول التزام المغرب منهجية المفاوضات، من منطلق اقتراحه منح حكم ذاتي موسع للمحافظات الصحراوية. وتسبق جولات الموفدين المغاربة درس مجلس الأمن آخر تطورات الملف بارتباط مع نهاية ولاية بعثة «المينورسو» في نهاية الشهر المقبل، إذ يُرجّح أن يستند المجلس إلى تقرير جديد للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيركز على خلاصات الجولة الأخيرة التي قام بها الموفد الدولي كريستوفر روس إلى كل من المغرب والجزائر ومخيمات تندوف، إضافة الى محادثات أجراها مع المسؤولين الإسبان والفرنسيين للإحاطة بكل جوانب القضية، والبحث في إمكان استئناف جولة خامسة من المفاوضات المرتقبة التي لم يحدد موعدها بعد. وعلى رغم الاتفاق المبدئي بين الأطراف كافة وفي مقدمها المغرب وجبهة «بوليساريو» على استئناف المفاوضات، فإن خلافات جوهرية ما زالت تعوق الاتفاق على جدول أعمالها. وفيما يتشبث المغرب بألا تنطلق المفاوضات من نطقة الصفر وتبدأ من حيث انتهت جولات مانهاست الأربع السابقة، تُصر «بوليساريو» على استكشاف آفاق أخرى تضع الحكم الذاتي ضمن واحد من ثلاثة اقتراحات تشمل الاستفتاء حول خيارات الاستقلال أو الانضمام إلى المغرب أو إقرار حكم ذاتي. ويسود اعتقاد أن في غياب الاتفاق على جدول أعمال محدد للجولة المقبلة من المفاوضات التي قد تُعقد في مانهاست الأميركية أو جنيف السويسرية، فإن مخاطر تهدد بانهيار المفاوضات التي لم تستطع أن تُحدث الاختراق المطلوب في معاودة بناء الثقة، لا سيما وأن تمنيات بان كي مون لناحية تكثيف الزيارات المتبادلة بين الأهالي في الصحراء ومخيمات تندوف استقرت عند الرحلات الجوية التي ترعاها مفوضية اللاجئين، ولم يُشرع بعد في تنظيم رحلات برية تساعد في زيادة أعداد المتحدرين من أصول صحراوية. لكن مكتب التنسيق المغربي مع بعثة «المينورسو» سجّل رغبات رعايا صحراويين في الإقامة في المحافظات الصحراوية وعدم العودة إلى تندوف. وكانت جبهة «بوليساريو» انتقدت في وقت سابق تصريحات نُسبت إلى مسؤولين في الخارجية الفرنسية والاسبانية رأت في اقتراح الحكم الذاتي «أرضية ملائمة» للمفاوضات، فيما أبدى الديبلوماسي الأميركي كريستوفر روس مزيداً من التفاؤل ازاء احراز تقدم في مساعيه للتقريب بين وجهات النظر. ويرصد مراقبون خلاصات روس في تعاطيه مع ملف الصحراء للمرة الأولى منذ تعيينه خلفاً للوسيط السابق بيتر فان فالسوم الذي أقر ب «استحالة استقلال» الصحراء، معتبراً أن هذا الخيار «غير واقعي»، ما حدا بجبهة «بوليساريو» إلى اتهامه بالتحيز للطرح المغربي، غير أنه من السابق لأوانه، وفق أكثر من مصدر، أن يُعلن الديبلوماسي الأميركي روس عن خلاصاته التي توصل إليها، إذ يرجح أن يكتفي بالدعوة إلى استئناف المفاوضات ضمن تمديد ولاية «المينورسو» لفترة جديدة، على أن يترك لمجلس الأمن استخدام نفوذه في تشجيع الأطراف على مواصلة المفاوضات «من دون شروط مسبقة وبنيات حسنة».