حض مسؤولون سابقون في الإدارة الأميركية وباحثون استراتيجيون الرئيس الأميركي باراك أوباما على إيلاء منطقة شمال افريقيا أهمية خاصة، مؤكدين أن من دون حل نزاع الصحراء لا يمكن تحقيق الاندماج الإقليمي في منطقة المغرب العربي. وجاء في تقرير أعده مسؤولون وخبراء أميركيون، في مقدمهم وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت والجنرال ويسلي كلارك والسفير روبير بلليترو والمساعد السابق في الخارجية الأميركية دافيد ويلت، إضافة الى مسؤولين أوروبيين وباحثين مستقلين، ان على الولاياتالمتحدة «البدء في معالجة قضية الصحراء بشكل منسجم، طبقاً لسياستها المعلنة وتشجيع حلفائها». وان دوراً ريادياً من طرف الولاياتالمتحدة «سيكون مفيداً لمنطقة المغرب العربي وسيخدم مصالحها ايضاَ»، في اشارة الى تقارير الإدارات الأميركية المتعاقبة التي رأت دائماً أن الحل القابل للتحقيق «يمكن ايجاده في إطار الوفاق على الحكم الذاتي» الذي يقترحه المغرب. وأضاف التقرير: «مهما كانت نتائج الجولة الخامسة من المفاوضات بين الأطراف المعنية فإن على الولاياتالمتحدة مواصلة جهودها لدى أعضاء مجلس الأمن الدولي للاعتراف بنظام الحكم الذاتي داخل المغرب ودعوة الآخرين إلى اتخاذ الموقف نفسه»، لكنه شدد على ان الادارة الأميركية «يمكن أن تساعد في التفاوض في شأن حل نزاع الصحراء كونه يشكّل العرقلة الأساسية للاندماج الاقليمي ويحول دون تنسيق فعال للجهود الرامية إلى مكافحة الارهاب والهجرة غير الشرعية والتهريب وتجارة المخدرات والنهوض بالتعاون الاقتصادي». ودعا التقرير إدارة الرئيس أوباما الى «تشجيع المغرب والجزائر على الدخول في مفاوضات بفكر منفتح وايجابي والبحث عن حل مريح للجميع يساعد على الدخول في مفاوضات مثمرة». ورأى انه «حتى وإن كانت الجزائر تُعتبر حليفاً للولايات المتحدة بسبب ما تتوافر عليه من نفط وغاز، فإن ذلك لا يجب أن يسمح لها بأي حال من الأحوال بسد الطريق أمام حل ايجابي لنزاع الصحراء»، ليخلص الى ضرورة دعم مبادرة الحكم الذاتي. الى ذلك، اتهم الأمين العام لحزب «الأصالة والمعاصرة» جبهة «بوليساريو» بعرقلة المفاوضات. وصرح محمد الشيخ بيدالله المتحدر من أصول صحراوية عقب محادثات أجراها مع رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو الذي تسلّم منه رسالة من العاهل المغربي الملك محمد السادس، بأن المغرب ملتزم المضي قدماً في منهجية المفاوضات، وفق قرار مجلس الأمن الدلوي رقم 1813 الذي دعا الى مفاوضات واقعية وجوهرية تتسم بالوفاق. واتهم «بوليساريو» ب «تحويل المفاوضات عن مسارها في اتجاه مسالك أخرى». وتأتي زيارة الشيخ بيدالله في سياق جولات يقوم بها زعماء الأحزاب السياسية المغربية في اتجاه عواصم الدول الأعضاء في مجلس الأمن ودول أوروبية وافريقية لعرض آخر تطورات ملف الصحراء قبل بضعة أسابيع من درس مجلس الأمن الملف بالتزامن مع نهاية ولاية بعثة «المينورسو». وأجرى رئيس مجلس النواب زعيم تجمع الأحرار مصطفى المنصوري محادثات في موسكو مع النائب الأول لوزير الخارجية الروسي دينسوف اندريه افانوفيتش، ركزت على قضية الصحراء والعلاقات الثنائية والأوضاع في منطقة شمال افريقيا. وصرّح المسؤول المغربي الذي نقل رسالة من الملك محمد السادس الى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بأن خطة الحكم الذاتي تهدف إلى الطي النهائي لملف الصحراء ومعاودة الدفء إلى العلاقات بين الدول المغاربية وتحقيق السلم والأمن والاستقرار. ورأت مصادر ديبلوماسية في إيفاد مبعوثين مغاربة عشية درس ملف الصحراء في مجلس الأمن بأنه «بادرة استباقية» تطال تأكيد التزام المغرب منهجية المفاوضات، لكنه يرهنها بالدخول في «جوهر» الاشكالات المطروحة. وصرح مسؤولون مغاربة بأنهم يرفضون العودة الى نقطة الصفر، ويتمنون على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي كريستوفر روس أن يأخذا في الاعتبار الخلاصات التي كان توصل اليها الموفد الدولي السابق بيتر فان فالسوم، كونها أصبحت وثيقة رسمية، إضافة الى التمسك بخطة الحكم الذاتي كإطار للمفاوضات «قابل للمناقشة والتعديل». ومعلوم أن فان فالسوم أعلن أنه خلص إلى أن خيار استقلال الصحراء «ليس واقعياً».