طرحت لجنة تسيير المبادرة العربية للسلام في دارفور على المسؤولين في الخرطوم أمس افكاراً ومقترحات على الصعيدين السياسي والأمني وصفت ب"مشروع متكامل"لإنهاء أزمة دارفور. وينتظر عرض المشروع على قادة المتمردين في الاقليم قبل اجراء محادثات بين أطراف النزاع في الدوحة الشهر المقبل. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري أحمد بن عبدالله آل محمود عقب لقاءات في الخرطوم امس مع نائب الرئيس علي عثمان محمد طه ومساعد الرئيس نافع علي نافع ووزير الدولة للخارجية علي كرتي، إن وفده لمس أرضية مشجعة وايجابية للتحرك، مشيراً الى تجاوب حكومي اعتبره أهم عناصر نجاح المبادرة العربية. وكشف عن اتصالات رسمية ستجريها اللجنة مع قادة الحركات المسلحة في دارفور لمعرفة وجهة نظرهم عقب عودته الى الدوحة. وزاد:"نحن نثق في انهم حريصون على وحدة السودان وأمنه، وسنتعامل معهم بكل تقدير حتى يصل الجميع الى معادلة ترضي أطراف النزاع". كما وعد بإجراء اتصالات مماثلة مع بعض دول الجوار السوداني المؤثرة. وأبدى آل محمود في تصريحات صحافية تفاؤله بنجاح المبادرة العربية، مشيراً إلى استمرار التنسيق مع الوسيط الاممي الأفريقى المشترك في أزمة دارفور جبريل باسولي مما ساهم في اقرار خطة عرضت أمس على الحكومة السودانية. وأوضح الوزير القطري ان لجنته طرحت خلال لقاءاتها في الخرطوم مقترحات وافكاراً في الجانبين السياسي والأمني لم يخض في تفاصيلها، واكتفى بوصفها ب"الايجابية"قائلاً إنها"تستند على العدل والحفاظ على وحدة وسلامة ورفاهية السودانيين". وذكر ان محادثاته ركزت على التقرير الأوّلي الذي قدمته الحكومة السودانية الى الاتحاد الافريقي ومجلس الأمن عن الخطوات التي سلكتها في هذا الاتجاه وتسريع الاجراءات القضائية والأمنية والسياسية لتغيير الاوضاع في دارفور الى الافضل ومحاسبة المتهمين بارتكاب انتهاكات في الاقليم. ووصف مساعد الرئيس نافع علي نافع الخطة التي طرحتها لجنة المبادرة العربية لسلام دارفور ب"المشروع المتكامل"لجهة انها بنيت على أسس وكثير من الجهد واللقاءات مع الجهات المعنية كافة وتوظيف علاقاتها بالمنظمات والدول الغربية. وأبدى تفاؤله بأن تكلل الجهود العربية بالنجاح، وأعلن دعم حكومته لأي توجه نحو اقرار مصالحة وطنية في البلاد. ويغادر الوفد العربي اليوم الى جوبا عاصمة جنوب السودان والفاشر كبرى مدن دارفور لاجراء محادثات مع رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت وكبير مساعدي الرئيس مني اركو مناوي قبل ان يعود الوفد إلى الخرطوم غدا لاستكمال لقاءاته مع الرئيس عمر البشير. وذكرت تقارير أمس أن مناوي سيعود الى الخرطوم خلال يومين لمباشرة مهماته في القصر الرئاسي بعدما ظل مع قواته في دارفور قرب الحدود التشادية منذ أيار مايو الماضى احتجاجا على"تلكؤ"الحكومة في تنفيذ بنود مهمة من اتفاق ابوجا للسلام الموقع بين الطرفين، وذلك بعد اتفاق جديد مع طه في الفاشر اخيراً تجاوز الخلافات بينهما.