أجرى الوسيط الكيني في عملية السلام السودانية الجنرال لازوراس سيمبويو أمس محادثات مع الرئيس عمر البشير ونائبه الأول علي عثمان محمد طه، تركزت على خطوات تنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد الذي وقعته الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، فيما تعهد طه بإدارة مفاوضات جادة مع متمردي دارفور في أبوجا لإنهاء الأزمة في الاقليم، مجدداً التزام الخرطوم وقف النار. وسلم سيمبويو، الذي يزور الخرطوم، البشير نسخة بالعربية اعتمدتها"الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا"ايغاد التي توسطت في نزاع الجنوب. ودرس مع طه خطوات تنفيذ الاتفاق ودور"ايغاد"في المرحلة المقبلة. كما أجرت وزيرة التعاون الهولندية اغنيس فان أردن التي تزور الخرطوم، محادثات مع المسؤولين تناولت التطورات في دارفور وإقرار السلام في الجنوب وتطبيقه. وشددت في مؤتمر صحافي، مع نظيرها مصطفى عثمان اسماعيل، على ضرورة احترام الأطراف في دارفور وقف النار والتوصل إلى حل سياسي سريع للأزمة. وأكدت استعداد بلادها للمساهمة في الإعمار والتنمية في الجنوب، محذرة من ان استمرار المواجهات في دارفور سيهدد السلام. وذكرت أنها ستنتقل من الخرطوم إلى رومبيك مقر"الحركة الشعبية"في جنوب البلاد، لاجراء محادثات مماثلة مع زعيمها جون قرنق. إلى ذلك، أعلن النائب الأول للرئيس السوداني المكلف إدارة المفاوضات مع متمردي دارفور التزام حكومته وقف النار في الاقليم وتعهدها تنفيذ بروتوكول الشؤون الإنسانية وتأمين وصول الإغاثة ورعاية مشروعات التنمية. ودعا طه، في لقاء مع قيادات دارفور، المتمردين إلى التزام وقف النار، مؤكداً أن حكومته ستفعل ذلك إلا إذا كان دفاعاً عن النفس أو حماية للمواطنين والمرافق العامة. وأبدى استعداده لمناقشة مطالب مواطني دارفور المشروعة. وأضاف انه سيدخل في مفاوضات جادة مع المتمردين لإنهاء النزاع، معرباً عن تفاؤله بنجاحها قريباً، كما وقع اتفاقاً مع قرنق أنهى نحو 22 عاماً من الحرب في الجنوب. وأعلن عزمه زيارة ليبيا وتشاد ونيجيريا لتقويم المفاوضات السابقة وتحديد خطوات سريعة تطوي ملف الحرب في دارفور. وفي السياق ذاته، قال قرنق إنه يعتزم طرح مبادرة لحل أزمة دارفور تستند إلى اتفاق السلام في الجنوب، وذلك قبل ادائه اليمين الدستورية نائباً أول للرئيس عمر البشير بعد ثلاثة أشهر. وأوضح أنه يريد التوصل إلى تسوية سياسية عادلة ومنصفة في دارفور على غرار تلك التي أقرت في الجنوب وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق.