كثفت الإدارة الأميركية اتصالاتها مع المسؤولين السودانيين لتسريع عملية السلام، ودعت إلى تعجيل إقرار اتفاق نهائي، وأبدت استعدادها لطرح اقتراحات وأفكار لتقريب مواقف الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" من أجل معالجة القضايا العالقة حتى تكون جولة المحادثات التي تبدأ الثلثاء حاسمة، فيما جددت الخرطوم تأكيدها السيطرة التامة على ولايات دارفور الثلاث، ونفت مزاعم المتمردين باغلاق الطرق الرئيسية من الاقليم. لكن المتمردين أكدوا أمس سيطرتهم على معظم المحافظات في الولاية الشمالية من دارفور. أجرى مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الافريقية تشارلز سنايدر ومسؤول ملف السلام في الخارجية السفير روني بيرغر محادثات منفصلة مع الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الأول علي عثمان محمد طه ووزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، ووفد الحكومة إلى محادثات السلام، ركزت على تسريع عملية السلام وتجاوز القضايا الخلافية التي تبطئ المفاوضات. وعلم أن المسؤولين الأميركيين ابلغوا قادة الحكم أنه على رغم تقديرهم التقدم في عملية السلام، لكن المحادثات أخذت وقتاً طويلاً، ونقلوا استعداد واشنطن طرح اقتراحات وأفكار لمعالجة القضايا الخلافية العالقة المرتبطة بملف المناطق المهمشة الثلاث جبال النوبة وابيي وجنوب النيل الأزرق، واقتسام السلطة حتى تكون جولة المفاوضات التي تبدأ الثلثاء حاسمة. وذكّر الخرطوم بتعهدات طرفي التفاوض إلى وزير الخارجية كولن باول قبل ثلاثة أشهر بإقرار اتفاق قبل نهاية العام الماضي. وقال مسؤول حكومي ل"الحياة" إن حكومته أكدت إلى الوفد الأميركي استعدادها المباشرة في جولة المحادثات الجديدة، وتقبل أي اقتراحات لتقريب مواقف الطرفين في سبيل التوصل إلى اتفاق قريب، ودعت واشنطن إلى ممارسة ضغوط على "الحركة الشعبية" لتقديم تنازلات معقولة تمكن الجانبين من الوصول إلى حلول توفيقية في شأن القضايا العالقة. وقال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل أن سنايدر أكد اهتمام واشنطن ومتابعتها عملية السلام وحرصها على تفعيل دورها لتحقيق سلام عادل في البلاد. كما اطلع اسماعيل الوفد الأميركي على تطورات الأوضاع في دارفور، وجدد تأكيد الرئيس عمر البشير انهاء العمليات العسكرية في دارفور والانتقال إلى معالجة الأوضاع الإنسانية والحوار لايجاد حلول سياسية للأزمة في غرب البلاد عن طريق مؤتمر تشارك فيه كل القوى في دارفور، فيما بدأ وفد أميركي، يضم مدير هيئة المعونة الأميركية روجر ونتر ومساعد وزير الخارجية لشؤون النازحين واللاجئين والهجرة ميشيل ميكلي، زيارة إلى ولايات دافور التي تشهد حرباً منذ عام، لتفقد الأوضاع الإنسانية وتقدير احتياجات الاغاثة. من جهة أخرى، أكد قائد "قوات الدفاع الشعبي"، التي تساند الجيش، الفريق أحمد عباس سيطرة الجيش الكاملة على ولايات دارفور الثلاث وانتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في الاقليم. وقال في حديث بثته الإذاعة الرسمية أمس، إن الأوضاع في دارفور هادئة تماماً، وان حركة المواطنين بين مدن الولايات والقرى صارت طبيعية. وافرجت سلطات ولاية شمال دارفور عن 33 معتقلاً اوقفوا بتهمة صلتهم بأحداث التمرد. وقالت السلطات إنها اطلقت المعتقلين بناء على قرار البشير. ومن بين المفرج عنهم طلاب في المدارس والجامعات. ونفى الأمين العام للحزب الحاكم الدكتور إبراهيم أحمد إعلان "متمردي دارفور" اغلاق الطرق الرئيسية بين مدن الاقليم الأساسية الفاشر والجنينة ونيالا. وقال للصحافيين أمس إن الجيش يسيطر في شكل كامل على ولايات دارفور. لكن "حركة تحرير السودان" أعلنت أمس استيلاءها على معظم محافظات شمال دارفور وقتل 300 جندي حكومي واسقاط طائرة هليكوبتر قرب مدينة الفاشر. ونقل الى "الحياة" الامين العام للحركة مني اركو مناوي استئناف حركته هجماتها على القوات الحكومية وان قواته استولت على مناطق درة ومشروع الساق النعام ودار السلام وميرشنق خلال معارك اندلعت منذ اول من امس.