وضعت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون فرق البحرية الأميركية في منطقة الخليج في حال تأهب أمس، بعد الإعلان عن"تحرش جدي"من زوارق سريعة تابعة للحرس الثوري الإيراني، في مضيق هرمز فجر الأحد، واكدت ان الزوارق الايرانية هددت بنسف بوارج اميركية. فيما هددت الخارجية الاميركية بالرد على اي تهديد لقواتها او حلفائها في المنطقة. لكن الحرس نفى الحادث، مؤكداً أن عناصره لم تتعرّض لأي بارجة أميركية في المضيق، في حين اعترفت الخارجية الايرانية بالحادث، لكنها خففت من اهميته. وقال الناطق باسم الوزارة محمد علي حسيني ان"الحالة التي وقعت يوم السبت مماثلة لحالات سابقة وهي مسألة معتادة وطبيعية". وأضاف حسيني ان المسألة حلت عندما تعرفت سفن كل من الجانبين على سفن الجانب الآخر. وتأتي هذه التطورات عشية توجّه الرئيس الأميركي جورج بوش الى المنطقة في زيارة محورية، يتصدر جدول أعمالها تطوير خطة أمنية للتعامل مع"التهديد الإيراني للسلام والأمن في منطقة الخليج". ووجّه البيت الأبيض تحذيراً صارماً لإيران من"أي أعمال استفزازية، يمكن ان تؤدي الى حادث خطر". وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي، غوردن جوندرو، في بيان:"نحض الإيرانيين على الامتناع عن القيام بأي أعمال استفزازية يمكن ان تؤدي الى حادث خطر مستقبلاً"، فيما نقلت تقارير عن مسؤول أميركي قوله ان هذا السلوك الإيراني"مستهتر ومتهوّر ويحتمل أن يكون عدائياً". وأكد الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان"الولاياتالمتحدة ستواجه التصرفات الايرانية التي تهدف الى الحاق الضرر بنا او بأصدقائنا او حلفائنا في المنطقة. وهذا الموقف يحظى بتأييد واسع في المنطقة". لكنه أضاف ان تصريحاته هي توضيح للسياسة تجاه طهران وليست تعليقا محددا على الحادث الذي وقع في مضيق هرمز. واعتبرت مصادر إيرانية ان الإعلان الأميركي عن الحادث في هذا التوقيت، هدفه التمهيد لجولة من التصعيد، والتسويق لسياسة جديدة في المنطقة، في ظل الأوضاع المتوترة، فيما رأى خبراء أمنيون في واشنطن أن حادثاً مماثلاً يبدو متوقعاً، نظراً إلى ضيق مساحة مضيق هرمز. ورأت مصادر إيرانية أن الهدف من الإعلان خدمة أهداف الإدارة الأميركية، في سياسة الضغط على إيران. وتبدي طهران حساسية عالية في ما يتعلق بسواحلها، وأكد مسؤولون إيرانيون أخيراً، أهمية المياه الخليجية في المنظومة الدفاعية الإيرانية. وأثارت الأنباء عن الحادث مخاوف من تكرار لسيناريو أزمة البحارة البريطانيين الذين احتجزهم الحرس الثوري الإيراني أسابيع في بحر العرب في نيسان أبريل من العام الماضي، وإن كان الموقعان بعيدين جغرافياً. وأدت تلك الأزمة الى تراجع لندن في حينه عن انسياقها وراء التصعيد الأميركي ضد إيران، واضطرارها الى الدخول في مفاوضات مع الإيرانيين لاسترداد بحارتها ال18. ويأتي الحادث بعد إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن توجه مديرها العام محمد البرادعي إلى طهران نهاية الأسبوع الحالي، سعياً الى الحصول على إجابات عن أسئلة حول برنامج إيران النووي، في إطار مساعي الوكالة لاحتواء مواجهة بين طهران والغرب. راجع ص 10 تفاصيل الحادث وفي تفاصيل حادث أمس، قال مسؤول في البنتاغون، ان خمسة زوارق إيرانية سريعة عمدت عند الخامسة من فجر الأحد بالتوقيت المحلي، إلى استفزاز ثلاث بوارج حربية تابعة للبحرية الأميركية في مضيق هرمز الاستراتيجي، وهددت بتفجيرها. وأفاد المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه ان البوارج الإيرانية"وجهت تهديدات بواسطة اللاسلكي إلى البوارج الأميركية، تفيد: نقترب منكم الآن. وسيتم تفجيركم خلال دقائق". وأشار المسؤول الى ان"قائد سفينة أميركية كاد يعطي الأوامر بإطلاق النار رداً على التهديدات، لكنه تراجع، بعدما ابتعدت الزوارق الإيرانية عن السفن الأميركية". ونقلت شبكة"سي. أن. أن"التلفزيونية عن مسؤولين أميركيين، أن الزوارق الإيرانية التي يعتقد بأنها تابعة للحرس الثوري، اقتربت مسافة مئتي متر من السفن الأميركية. وأضافت أنه بعد إرسال تحذير بأجهزة اللاسلكي، اتخذ البحارة الأميركيون مواقع وراء مدافع سفنهم، وأوشكوا على فتح النار. وأضاف المسؤولون في تصريحاتهم للمحطة، ان"الإيرانيين ألقوا بصناديق بيضاء لا يعرف محتواها في المياه أمام إحدى البوارج الأميركية". جاء الحادث بعد تأكيد الرئيس الأميركي أن تطوير خطة أمنية للتعامل مع التهديد الإيراني ستكون في صلب محادثاته خلال زيارته الشرق أوسطية. وقال بوش ان"الولاياتالمتحدة ملتزمة وستبقى، بأمن المنطقة"، وهو يعتزم تفقد الجنود الأميركيين في الخليج، ما يؤكد أهمية الانتشار العسكري الأميركي في المنطقة.