سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلط أوراق المعادلة على أبواب معركة "الثلثاء الكبير"... وفلوريدا في مأزق مجدداً . كلينتون وماكين يثبتان أقدامهما في فلوريدا ويدفعان إدواردز وجولياني خارج السباق
شهد السباق الرئاسي الأميركي تحولات دراماتيكية، إذ خرج منه المرشحان المخضرمان: الديموقراطي جون أدواردز والجمهوري رودولف جولياني، ما أعاد خلط أوراق المعادلة الانتخابية عشية معركة"الثلثاء الكبير"في الخامس من شباط فبراير، والتي قد تحسم هوية الفائزين بترشيح الحزبين. جاء التحول بعد فوز"ذهبي"للسيناتور الجمهوري جون ماكين في ولاية فلوريدا ليل الثلثاء - الأربعاء، ما أعطاه الصدارة بين مرشحي حزبه، وقابل ذلك انتصار للسيناتور هيلاري كلينتون عن الديموقراطيين في الولاية، استعداداً لمعركة"كسر عظم"مع منافسها الوحيد باراك أوباما في الولايات الكبرى. وفاجأ إدواردز الأميركيين بإعلانه الخروج من السباق بعد حلوله في شكل مستمر، في المرتبة الثالثة في الاستطلاعات، فيما تقدم عليه منافساه كلينتون وأوباما بفارق كبير، إضافة الى عدم فوزه بأي من الولايات الأولية. ويعزز خروج إدواردز من السباق تنافساً غير معتاد على ترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة بين افريقي - أميركي وامرأة. وفي وقت بدأ المرشحان الديموقراطيان التنافس على اقتسام أصوات مؤيدي أدواردز، اختلفت القراءات حول اي منهما سيكون المستفيد الأكبر من خروجه من السباق. ورجح الخبير تشارلي كوك أن الناخبين البيض في ولايات الجنوب والوسط الذين صوتوا لأوباما بنسب قليلة في ساوث كارولينا، سيتوجهون نحو كلينتون، فيما يستفيد أوباما من القاعدة الليبرالية والشعبوية التي كانت وراء أدواردز في ولايات أكبر، غرب البلاد وشرقها. وتبرز شعبية الأخير في أوساط الطبقتين الوسطى والفقيرة، بسبب قيادته المعركة ضد مصالح الشركات الكبرى ومجموعات اللوبي في واشنطن، إضافة الى كونه ترشح لمنصب نائب رئيس الى جانب جون كيري العام 2004. وتزامن خروج أدواردز من السباق، مع انسحاب جولياني عمدة نيويورك السابق من التنافس على ترشيح الحزب الجمهوري، وتجيير أصواته لماكين الذي حقق فوزاً مهماً في فلوريدا المعروفة بولاية"الشمس المشرقة". ووضع هذا الفوز ماكين في الصدارة بين مرشحي الحزب، وجعله الأقرب لانتزاع اللقب من منافسيه الأسبوع المقبل، حين تصوّت 22 ولاية في"الثلثاء الكبير". وصوتت الأقلية الكوبية في فلوريدا بغالبيتها لمصلحة ماكين، بسبب تشدده في الأمن القومي والسياسة حيال نظام الرئيس فيدل كاسترو. وسيساعد دعم جولياني مرشح الصدارة الجديد، في مضاعفة حظوظه لنيل اللقب، نظراً الى شعبية عمدة نيويورك السابق في الولايات الكبرى. ومعروف عن ماكين وجولياني التقاؤهما حول التشدد في مواضيع الملف الإيراني والأجندة الدفاعية للولايات المتحدة والتأييد المفرط للحرب في العراق. وأبدت القاعدة الجمهورية المحافظة استياءها لفوز ماكين، وعبر أركانها عن ذلك في برامج إذاعية، وتهكموا على عدم تجانسه مع مبادئهم، إما لليونته في موضوع الإجهاض أو تطوير خلايا المنشأ وإما لوقوفه مع الديموقراطيين في مواضيع مراقبة موازنات الحملات الانتخابية وإغلاق معتقل غوانتانامو. وفي المعسكر الديموقراطي، فازت كلينتون في الولاية الجنوبية، على رغم خلاف داخل حزبها حول معاقبة فلوريدا بعدم احتساب أصواتها في المرحلة النهائية، لمخالفتها قوانين الحزب وتقديمها موعد الانتخابات. وأكدت كلينتون التي حازت على نصف الأصوات حوالى 900 ألف ناخب وبفارق 18 في المئة عن أوباما، أنها ستدفع الحزب الى إعادة النظر في موضوع الخلاف، داعية القيادة الديموقراطية الى الأخذ في الاعتبار نسبة المشاركة الضخمة في الانتخابات. ويُحتمل أن تتحول فلوريدا مفتاحاً لفوز كلينتون بترشيح الحزب، في حال أفلتت الولاية من العقاب، وشارك مندوبوها في المؤتمر النهائي للحزب، لاختيار مرشحه. ويتعزز الاتجاه الى احتساب أصوات فلوريدا اذا كانت النتائج متقاربة بين كلينتون وأوباما الثلثاء المقبل، وهو ما ترجحه الاستطلاعات. وساعد كلينتون في فوزها الصوت اللاتيني في فلوريدا، وستحاول توظيف هذا الفوز لاستعادة بعض الزخم قبل"الثلثاء الكبير".