دأبت شعوب شمال أفريقيا على الاحتفال برأس السنة الأمازيغية تحت اسم"السنة الفلاحية"، ورتبت لهذا الاحتفال طقوساً وعادات تختلف من قطر الى قطر ومن منطقة الى أخرى داخل القطر نفسه. وجديد الاحتفالات لهذه السنة هو احتفال ليبيا رسمياًَ برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2957 حيث شهدت العاصمة طرابلس مراسم هذه الاحتفالات ونقل التلفزيون الليبي خبر الاحتفال ومشاهد منه، لتكون بذلك أول دولة أفريقية تحتفل بشكل رسمي بهذه المناسبة. ان المتبع للحضور الليبي في ملف الأمازيغية وطبيعته وما عرفه من تناقضات فرضتها المنافسة الخفية بين دول شمال أفريقيا على توظيفه السياسي سيجد أن قرار الاحتفال الرسمي بهذه المناسبة لا يخرج عن منطق التوظيف الشعبوي للملف ليس إلا. ففي آذار مارس 2007 تهجم العقيد معمر القذافي على الأمازيغية ودعاتها واعتبرها منقرضة وكل محاولة لإحيائها هي خدمة للمستعمر الذي يسعى للتفرقة"ويستحق أن يسحق هو وأفكاره"... فماذا تغير من آذار مارس 2007 الى كانون الثاني يناير 2007 أي بعد 8 أشهر فقط؟ ان تطور الملف الأمازيغي في ليبيا لا يخرج عن تطور ملف حقوق الإنسان عموماً، هذا التطور الذي فرضته الضغوط الدولية والتحولات السياسية للدولة الليبية، لكن أيضاً الذي يخدم اعداد الخلف سيف الإسلام القذافي"لتولي مقاليد السلطة هناك. حيث ان تطورات كثيرة وتصفيات ارث الماضي تتم عن طريق سيف الإسلام وهو ما تم أيضاً في ملف الأمازيغية الذي كان بمبادرة منه. وفي موضوع الاحتفال من المهم ملاحظة خدمة النزعة الليبية في الموضوع حيث ان التقويم الأمازيغي يبدأ من تاريخ استيلاء"شيشنق"الليبي الأصل على الحكم في مصر والاحتفالات كانت مناسبة للتذكير بالأبطال الليبيين الأشاوس ولا غير. حسن بويخف - المغرب - بريد الكتروني