شهدت طرابلس ليل الاحد - الاثنين وللمرة الاولى في تاريخها، احتفالاً وطنياً لمناسبة مرور 2957 عاماً على اعتلاء الزعيم الامازيغي شيشنق الاول عرش مصر. وتزامن ذلك مع احتفال الامازيغ في البلاد وشمال افريقيا برأس السنة. وخلافاً للتقويمين الميلادي والهجري والتقويم الليبي الذي يبدأ سنة وفاة الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، لا يرتبط التقويم الامازيغي بأي حدث ديني بل بحدث تاريخي هو ذكرى انتصار القائد الامازيغي شيشنق الاول على الفراعنة في فترة حكم رمسيس الثاني وتوحيده ليبيا مع مصر والنوبة وبلاد الشام. ومنذ ذلك الانتصار التاريخي اصبح ذاك اليوم رأس السنة الجديدة، بحسب تقويم خاص للأمازيغ. وفي قلب مدينة طرابلس على خشبة مسرح الكشاف، نظمت الدولة الليبية احتفالاً شعبياً شاركت فيه فرق شعبية من كل أنحاء ليبيا. كما قدمت فرق موسيقية أمازيغية وصلات غنائية نقل التلفزيون الليبي للمرة الاولى فقرات منها، عزفت خلالها فرقة "اسن الامازيغية"وهي تغني باللغة الامازيغية وتعالت معها صيحات الجمهور. وعبر صلاح انقا وهو امازيغي عن "اعتزاز الليبيين بشيشنق القائد الليبي الامازيغي الذي وحّد القوى الدينية والسياسية وأقام مملكة كبيرة تمتد من مصر حتى القدس"، معتبراً ان "تقبل لغة الآخر في ثقافتنا هو الذي يخلق بلد موحداً". ويبلغ عدد الامازيغ السكان الاصليين لشمال افريقيا، نحو 26 مليون نسمة على رغم عدم وجود احصاءات دقيقة. والامازيغ في ليبيا منسجمون مع النسيج العربي الاسلامي، الا ان الدولة الليبية كانت تمنع تسمية مواليد الامازيغ بأسماء امازيغية وتسجيلها رسمياً. لكن هذا الوضع تغير في 2006 عندما نجح سيف الاسلام القذافي رئيس مؤسسة القذافي للتنمية ونجل الزعيم معمر القذافي في الغاء هذا التشريع. وبات الامازيغ الذين احتفظوا بأسماء مناطقهم الاصلية قادرين اليوم على كتابة لافتات بلغتهم يقومون بتعليقها خلال احتفالاتهم الخاصة في مناطقهم. ومع بدء السنة الامازيغية الجديدة يتبادل الجميع التهاني وتوزّع الحلوى على الاطفال، تفاؤلاً ببسط الرزق عليهم، كما تحضّر أطباق الكسكسي والهريسة التي تتكون من حبوب القمح، ويتسابق الجميع على إضاءة القناديل الزيتية وإشعال الشموع في البيوت.