أعلن الجيش الباكستاني أمس انه قتل تسعين من مسلحي القبائل الموالين لحركة "طالبان" الأفغانية وتنظيم"القاعدة"في اشتباكين، بعد يومين من إخلاء القوات الحكومية موقعين عسكريين في إقليم جنوب وزيرستان شمال غربي البلاد اثر هجمات المسلحين. وأوضح الناطق باسم الجيش الجنرال أطهر عباس ان المواجهة الأولى نتجت من مهاجمة مئات من المسلحين القبليين قافلة للجيش لدى انتقالها من بلدة وانا مركز إقليم جنوب وزيرستان الى بلدة تشاغملاي، مشيراً الى مقتل نحو عشرين مسلحاً، في مقابل جرح عدد من الجنود وتدمير آليتين عسكريتين للجيش. وذكر ان المعركة الثانية اندلعت في منطقة لادها، حيث حاصر المتشددون معسكراً للجيش مطالبين باستسلام عناصره،"لكن الجنود استخدموا المدفعية وقذائف الهاون والمروحيات واسقطوا نحو ستين قتيلاً في صفوف المسلحين". وكشف عباس ان القتلى من أنصار الزعيم القبلي بيعة الله محسود الذي اتهمه مايكل هايدن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي. آي. أي أول من أمس، بالوقوف وراء اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو في 27 كانون الأول ديسمبر الماضي، وأعمال عنف أخرى في باكستان. وقال هايدن لصحيفة"واشنطن بوست"ان بلاده لا تشك في وقوف"القاعدة"وحلفاء محسود وراء اغتيال بوتو، في إطار حملة منظمة تستهدف القادة السياسيين في باكستان". وأبدى قلقه من ظهور تحالف جديد في باكستان بين متطرفين محليين وآخرين دوليين،"ما يشكل خطراً كبيراً على إسلام آباد، خصوصاً ان المتطرفين ينوون الاستمرار في مهاجمة باكستان". ورأى خبراء في مناطق القبائل ان إعلان مقتل عشرات من المتمردين يشكل محاولة من السلطات لرفع معنويات الجنود اثر سقوط معسكرين في منطقة القبائل. ولفت الخبير أطهر خان إلى أن الحكومة والجيش يعانيان من معارضة شعبية متزايدة في منطقة القبائل خصوصاً وزيرستان، حيث رفض مجلس"الجركا"الذي يضم زعماء العشائر عقد جلسة في بلدة وانا، مركز مديرية جنوب وزيرستان، بسبب معارضة الجيش وقف النار أو إطلاق سراح سبعة مقاتلين محتجزين. وتوقع الدكتور عظمت حيات، مدير معهد الدراسات الإقليمية في جامعة بيشاور اندلاع مواجهات أكثر سخونة في مناطق القبائل خلال الجولة الأوروبية للرئيس برويز مشرف التي تشمل ثماني دول ويستهلها بعد غد. وعشية مغادرته باكستان، أكد مشرف ان مخاوف المعارضة من تزوير الانتخابات العامة المقررة في 18 شباط فبراير المقبل"غير مبررة"، مطالباً بعدم إثارة هذه المخاوف علناً،"لئلا تخلق مشاكل لاحقاً". وشدد على أن أحداً لن يسمح له بالإخلال بالقانون والنظام قبل الانتخابات المقبلة أو بعدها، لافتاً الى انه سيلتقي الزعماء السياسيين بعد فرز النتائج من أجل"تشكيل الحكومة المقبلة في ظل إجماع وطني". على صعيد آخر، أعلن مشرف ان بلاده لا تحتاج إلى مساعدة خارجية لحماية منشآتها النووية، معتبراً ان مخاوف المجتمع الدولي في هذا الشأن"لا تستند الى أي أساس".