إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - أعلن مسؤولون باكستانيون وسكان في اقليمجنوب وزيرستان (شمال غرب) أمس، مقتل زعيم حركة «طالبان باكستان» بيت الله محسود، في هجوم شنته طائرة استطلاع اميركية تعمل من دون طيار على منزل والد زوجته الثانية في منطقة بارجوسي بالإقليم. وقتلت زوجة محسود وشقيقه ايضاً وسبعة من حراسه. وأعلن وزير الداخلية رحمن مالك ان معلومات عن وفاة محسود وفرها اعضاء في جماعته، وحض مساعدي محسود على تسليم أسلحتهم و «البدء في التفكير بمصلحة البلاد والإسلام»، فيما كشف ضابط في جهاز الاستخبارات جنوب وزيرستان ان جنازة محسود اجريت فعلياً في بلدة صغيرة تبعد نحو كيلومتر من موقع القصف الصاروخي. ويشكل مقتل محسود انتصاراً مهماً لواشنطن التي عرضت مكافأة مقدارها خمسة ملايين دولار لاعتقاله حياً او ميتاً، في حين رصدت اسلام اباد مكافأة بقيمة 615 الف دولار. ورأى رحيم الله يوسفزاي، الخبير في شؤون المناطق القبلية ان مقتل محسود يشكل «ضربة هائلة» لطالبان باكستان ستؤدي الى ازمة زعامة خطرة في الحركة، لأنه لا يوجد زعيم آخر من وزنه». ووصف العميد المتقاعد محمود شاه الرئيس السابق لقوات الأمن في مناطق القبائل مقتل محسود بأنه «هزيمة كبيرة لطالبان». وقال إنه «الرجل الوحيد الذي نظم صفوف فصائل طالبان ال13 في سوات، وحافظ على وحدتها بعد اغتيال الزعيم القبلي عبدالله محسود في تموز (يوليو) 2007، ودفع عملها الى الامام استناداً الى تفكير استراتيجي شمل توقيع اتفاقات سلام مع الحكومة وفتح معسكرات تدريب للمتطوعين، وتوسيع نفوذه الى اقليمين قبليين آخرين، هما شمال وزيرستان وباجور والى مدن مجاورة، في وقت عززت حركات اخرى في «طالبان» نفوذها نحو وسط افغانستان وفي وادي سوات». وأشار ديبلوماسيون في إسلام آباد الى ان وفاة محسود تمثل انقلاباً كبيراً في باكستان، لكنهم شككوا في ان تساعد القوات الغربية التي تقاتل تمرد «طالبان» في افغانستان، «اذ أن معظم تركيز محسود انصب على مهاجمة قوات الأمن الباكستانية». واعتبر بيت الله محسود (35 سنة)، وهو ابن داعية مسلم سني من اقليم بانو المجاور لجنوب وزيرستان العدو الاول للسلطات الباكستانية في السنوات الاخيرة، بعدما نسب الى حركته سلسلة اعتداءات ادمت البلاد منذ منتصف عام 2007، وحصدت حوالى الفي قتيل ابرزهم رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو التي اغتيلت في مدينة روالبندي في كانون الاول (ديسمبر) 2007. لكن زعيم «طالبان باكستان» نفى تورطه باغتيال بوتو. وتردد الجيش الباكستاني الذي يخوض منذ 26 نيسان (ابريل) الماضي عمليات عسكرية ضد «طالبان» ايضاً في اقليم سوات القبلي (شمال غرب)، في شن هجوم بري ضد معقل محسود في جنوب وزيرستان، المنطقة القبلية النائية محاذية للحدود مع افغانستان والتي يصعب السيطرة عليها وتتمتع بحكم شبه ذاتي. ويقدر الجيش عدد مقاتلي محسود بحوالى 20 الفاً. اما الاميركيون الذين ركزوا انتباههم حتى الآن على عناصر «طالبان» الذين يهاجمون قواتهم في افغانستان، فاقتنعوا في الشهور الاخيرة بضرورة القضاء على محسود. وقال مبعوثهم الخاص الى باكستانوأفغانستان، ريتشارد هولبروك، نهاية حزيران (يونيو) الماضي إن تصفية محسود هدف استراتيجي مهم لواشنطن». وقتلت طائرات اميركية 150 من رجال محسود وقسماً كبيراً من حراسه في الاسابيع الاخيرة، في حين توقفت تقريباً الاعتداءات الانتحارية التي اعتبرت كثيرة في باكستان حتى نهاية حزيران. وكانت الحكومة الباكستانية شنت حملة إعلامية واسعة ضد محسود وأنصاره بعد شن عدد من العمليات الانتحارية ضد مؤسسات مدنية وعسكرية باكستانية، واتهمته بالتعامل مع الاستخبارات الهندية وأخرى تعمل في أفغانستان. ورجحت مصادر مطلعة أن تساهم عمليات انشقاق عن محسود نفذها قادة قبليون أخيراً في وضع حد لهيمنة قبائل محسود على حركة «طالبان باكستان»، ما يسمح للجيش والسلطات بالسيطرة على مناطق القبائل عبر عقدها عدداً من الصفقات واتفاقات السلام مع قادة قبليين في مناطق مختلفة. على صعيد آخر، قتل 8 أشخاص وجرح 4 آخرون في هجوم نفذه مقاتلو «طالبان» على مكاتب لجنة السلام في إقليم تانك (شمال غرب). وسمع صوت تبادل نار طيلة ساعات بعد الحادث.