نفى الزعيم القبلي بيت الله محسود الذي يعتقد بأنه زعيم تنظيم "القاعدة" في باكستان وتطالب إسلام آباد باعتقاله أمس، ضلوعه في اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو الخميس الماضي. وقال الناطق باسمه الملا عمر ان"الحكومة والجيش وأجهزة الاستخبارات دبرت المؤامرة"، مضيفاً ان"مهاجمة امرأة يخالف التقاليد القبلية"، علماً ان محسود يتحدر من إقليم وزيرستان المحاذي للحدود مع أفغانستان، حيث تقول واشنطن إن"القاعدة"وحركة"طالبان"الأفغانية أعادتا تشكيل قواتهما بدعم من القبائل المتطرفة, ومنها قبيلة آل محسود. وعلق الملا عمر على نشر السلطات نصاً حرفياً لمكالمة هاتفية قالت إن أجهزة الاستخبارات اعترضتها وتضمنت تهئنة محسود رجل دين غير معروف باغتيال بوتو، بالقول:"إنها مسرحية"، متهماً جهاز أمن الرئيس الباكستاني بتنفيذ الجريمة ل"دوافع سياسية خاصة". وأبدى"حزنه"لمقتل بوتو، معتبراً انه كان"يستحيل"على مقاتلين إسلاميين اختراق الطوق الأمني المفروض في موقع التجمع الانتخابي الذي غادرته بوتو. وكان محسود نفى ايضاً اتهام السلطات إياه بالتورط في الهجوم الانتحاري الذي استهدف موكب بوتو لدى عودتها الى باكستان من المنفى في كراتشي في 18 تشرين الأول اكتوبر الماضي، وأسفر عن سقوط 139 قتيلاً. ويسعى المقاتلون الإسلاميون الى زعزعة الاستقرار في باكستان، ووقفوا خلف محاولات عدة لاغتيال الرئيس مشرف ورئيس الوزراء السابق شوكت عزيز ووزير الداخلية السابق أفتاب أحمد خان شرباو. وشكلت عودة بوتو الى البلاد خطراً على"القاعدة"، اذ أعلنت أنها ستسمح في حال عادت الى السلطة بمهاجمة القوات الأميركية أهداف للتنظيم في مناطق القبائل، حين لا تستطيع القوات الباكستانية تنفيذ المهمة بنفسها. كما ان المتطرفين لا يؤيدون تولي امرأة الحكم في دولة إسلامية.