واصل الجيش اللبناني ملاحقة فلول تنظيم "فتح الاسلام" في مخابئ مخيم نهر البارد والقرى والأودية المحطية، وتمكن أمس من اعتقال خمسة مسلحين وقتل مسلحين آخرين والعثور على جثة مسلح. واشتبكت قوة من الجيش في بلدة العبدة عند المدخل الشمالي للمخيم، مع مجموعة من المسلحين فقتلت أحدهم وهو سوري، وأوقفت ثلاثة آخرين أحدهم سوري والآخران فلسطينيان تولد سورية، وأصبحوا قيد التحقيق لدى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني. وكذلك تمكن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في بلدة ببنين من قتل مسلح تبين انه سوري وتوقيف اثنين آخرين تبين أنهما سعوديان وهما مبارك القرني وطلال السعيلي. وتسلمت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني الموقوفين ليرتفع بذلك عدد السعوديين الموقوفين منذ الأحد الماضي الى أربعة موقوفين. واوقفت القوى الأمنية في المنية أول من أمس مسلحاً تبين أنه جزائري يدعى خالد الرحماني. وعلمت"الحياة"أن الرحماني جاء الى نهر البارد في رمضان الماضي وأنه من أقدم المسلحين الذين التقوا قائد التنظيم شاكر العبسي. وأوضحت مصادر أمنية ان الرحماني جاء الى دمشق بعدما أدى فريضة العمرة، وكان ينوي الذهاب الى العراق لكنه التقى في دمشق شخصاً يدعى"أبو هاني"طلب منه الذهاب الى لبنان وصرف النظر عن الذهاب الى العراق. وكانت الأوساط الإعلامية انشغلت أمس بما تردد عن ان فحص الحمض النووي الذي أجري للعبسي أعطى نتيجة سلبية. وأمس استدعت الأجهزة الامنية زوجة العبسي وابنتيه وابنه للتعرف إلى جثته مجدداً، خصوصاً أن وفداً من"رابطة علماء فلسطين"وعائلته وزوجته كانوا أكدوا ان الجثة التي عرضت عليهم هي جثته. وقالت زوجته إنها جثة زوجها مئة في المئة وتعرفت إليه من علامات خاصة به منها حزام عليه آيات قرآنية لم يكن العبسي يعطيه لأحد. وهذا ما أكدته بالأمس قائلاً:"أعوذ بالله إلا أعرف زوجي، إنه هو". لكن الجيش مصر على التأكد من الجثة بالأدلة العلمية لذا استدعى عائلته أمس وأخذ عينة جديدة منها كما وصلت أمس عينة من شقيق العبسي الطبيب عبد الرزاق العبسي الموجود في الأردن، بهدف اعادة فحص الحمض النووي، خصوصاً أن فحص الحمض النووي المتعلق بالأشقاء أكثر دقة. وأبدى عضو"رابطة علماء فلسطين"الشيخ علي اليوسف استغرابه لما اعلنه بعض وسائل الاعلام عن ان فحوصات الحمض النووي اثبتت أن الجثة ليست للعبسي، مشدداً على أن زوجة العبسي والشيخ محمد الحاج وامرأة أخرى تعرفه أكدوا جميعاً أنها جثته. وقال:"كان وفد رابطة العلماء زار برفقة زوجة العبسي وإحدى النسوة تدعى"أم علي"مستشفى طرابلس الحكومي للتعرف الى الجثة، وبعدما رأتها الحاجة"أم حسين"أكدت أنها تعود إلى زوجها، فسألتها كيف تأكدتِ من أنها لزوجك؟ فقالت: من التفاصيل الكاملة لجسده. ولا شك في أنها جثته كما ان الشيخ محمد يعرف العبسي من قبل وقال إنها جثته كما ان المرأة الاخرى التي رافقتنا اكدت انها جثة العبسي وهذا ما ابلغنا به قيادة الجيش، الا اننا فوجئنا اليوم امس بما صدر في الاعلام عن ان نتائج الDNA اثبتت ان الجثة ليست للعبسي". وأشار الى أن"زوجة العبسي وأولاده الخمسة موجودون في صيدا، واخذت عينات دم منهم لإجراء الفحوصات اللازمة وأبلغنا ان النتيجة لم تصدر حتى الساعة". وعن مصير الناطق الاعلامي باسم"فتح الاسلام"أبو سليم طه قال اليوسف:"زوجته أكدت أن الجثة التي رأتها ليست له، ما أبقى مصيره مجهولاً حتى الساعة". وأكد أن"أبو سليم طه أرسل الى"رابطة العلماء"قبل عملية الفرار الجماعية فجر الأحد الماضي، رسالة قال فيها"إن النسوة هنّ امانة في أعناقنا"على أساس أنهنّ خرجن من المخيم بناء على اتفاق مع الرابطة، ونحن من الناحية الإنسانية البحتة نقوم برعاية النساء والأطفال إلى أن يعودوا إلى أهلهم، وكل ذلك بالتنسيق مع الجيش اللبناني". قضائياً، استجوب قاضي التحقيق العدلي في أحداث نهر البارد والشمال القاضي غسان عويدات عشرة موقوفين من"فتح الاسلام"وأصدر بحقهم مذكرات توقيف وجاهية. وميدانياً، واصل الجيش اللبناني إجراءاته في المخيم للتأكد من سلامة المباني، إضافة إلى الكشف على الملاجئ واستمرار عمليات تنظيف الألغام. وأغلق لهذه الغاية مداخل المخيم ومحاوره بالأسلاك الشائكة والحواجز الأمنية حتى استكمال الخطة الأمنية للتحضير للعودة التي ستكون ضمن خطة تتولاها القوى الأمنية، بالتعاون مع فاعليات أهلية للتأكد والتثبت من هوية العائدين ومساكنهم. في هذه الأثناء، تواصلت المطالبة بالعودة الى المخيم. وعقدت قيادة المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية في الشمال اجتماعاً في مخيم البداوي. ورحب المجتمعون ب"الإنجاز المهم الذي تحقق بالقضاء على ظاهرة فتح الاسلام"، معتبرين انه"إنجاز وطني للشعبين الشقيقين اللبنانيوالفلسطيني، وما كان ليكون لولا التضحيات المشتركة". وشددوا على ضرورة"الإسراع في تهيئة الظروف المناسبة للعودة السريعة والكريمة والآمنة للنازحين إلى مخيم نهر البارد"، مطالبين ب"العمل على تسهيل العودة تنفيذاً للتعهدات، وتحويلها إلى نصوص وقرارات ملزمة للحكومة في كل زمان ومكان، والشروع في إعادة إعمار المخيم وترميمه بمشاركة أبنائه، تخطيطاً وتنفيذاً". وطالبوا أيضاً ب"تخفيف الإجراءات المفروضة التي تحد من حرية الحركة لأبناء شعبنا في الشمال، والتي تصل الى حدود امتهان الكرامة والضرب المبرح والتوقيفات العشوائية". مذكرات توقيف ل 6 متهمين في متفجرة القاسمية الى ذلك، استجوب قاضي التحقيق العسكري اللبناني المناوب القاضي مارون زخور ثلاثة فلسطينيين، في محاولة قتل جنود من قوات"يونيفيل"في منطقة القاسمية في 16/7/2007 من خلال وضع متفجرة وتجهيزها. واصدر زخور مذكرات وجاهية بتوقيفهم سنداً الى مواد الادعاء. كما اصدر ثلاث مذكرات توقيف غيابية في حق ثلاثة فلسطينيين فارين. نازك الحريري الى ذلك، وجهت السيدة نازك رفيق الحريري رسالة تهنئة الى قائد الجيش العماد ميشال سلميان، لمناسبة انتصار الجيش على"عصابة شاكر العبسي"في مخيم نهر البارد، جاء فيها:"سيادة العماد ميشال سليمان المحترم، قائد الجيش اللبناني البطل، تحية اكبار، عناق ابناء جيشنا الباسل مع الشعب اللبناني وهم يحتفلون بالانتصار الكبير، أعاد إلينا الأمل بمستقبل الوطن الواحد الموحد وبالغد المرجو من بعد نضال مرير". وأضافت الحريري:"إنني إذ أهنئكم من أعماق القلب وأنقل إليكم ارتياح رفيق عمري، الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الى ما تحقق على يد جيش لبنان من آيات العز والمجد للوطن الحبيب، أتوجه إلى العلي القدير أن يرعى شهداءنا الأبطال بواسع رحمته وان يسكنهم فسيح جنانه، انه السميع المجيب". وختمت بالقول:"إننا باقون على العهد بأن نتعاون في التخفيف من معاناة أبناء شهدائنا الذين سقطوا في هذه المعركة التي تكللت بالنجاح".