سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زوجة العبسي تجدد تأكيدها أنها تعرفت الى جثته ... وقلق يسود القرى المحيطة ب "البارد" . لغز مصير قائد "فتح الاسلام" يزداد تعقيداً والجيش اللبناني ينفذ انتشاراً بحثاً عن فارين
ازداد لغز مصير قائد تنظيم "فتح الإسلام" شاكر العبسي تعقيداً أمس، بعدما جددت زوجته رشدية، تأكيدها أن الجثة التي عاينتها في براد مستشفى طرابلس الحكومي تعود اليه، بينما أعلن القضاء اللبناني خلاف ذلك بناء لفحص الهوية الوراثية دي أن آي وعدم مطابقة"دي أن آي"لأبناء العبسي وشقيقه عبدالرزاق مع الجثة المحفوظة تحت رمز"أ - 16". وفي هذه الأثناء قالت مصادر مطلعة ان المحقق العدلي في أحداث نهر البارد والشمال القاضي غسان عويدات يتجه الى استدعاء زوجة العبسي لضبط إفادتها حول ما أدلت به لجهة تعرفها الى إحدى الجثث وتأكيدها أنها عائدة الى زوجها. وكانت رشدية العبسي قالت لتلفزيون"الجزيرة":"الجثة التي رأيتها هي جثة زوجي"، مشيرة الى أنها تعرفت إليه من خلال"الإصابات في وجهه ومن ذقنه". وأضافت:"لم يطلب مني التعرف الى الجثة مرة ثانية، ذهبت مرة واحدة والذي أعرفه أنني رأيت الجثة وأنها تعود الى زوجي". وكذلك نقلت الجزيرة عن أسرة العبسي في عمان، دهشتها من الأنباء التي ترددت في بيروت من أن الجثة الموجودة في مستشفى طرابلس ليست جثة العبسي استناداً إلى فحوص الحمض النووي"دي أن آي"، وشككت في صحة الفحوص التي أجرتها السلطات اللبنانية. وقال عبدالرزاق العبسي:"الأنباء الواردة من بيروت أربكت الجميع"، معرباً عن اعتقاده بأن المشكلة تكمن"في الفحوص التي أجرتها السلطات اللبنانية وليس في التعرف الى جثة شاكر". لكن عضو"رابطة علماء فلسطين"الشيخ علي اليوسف أعلن أن الرابطة تسلم بما يقوله القضاء اللبناني والسلطات اللبنانية التي تقرر في هذه المسألة. وقال:"الجثة تشبه الى حد بعيد جثة العبسي وهذا ? كما نظن ? ما دفع زوجته الى القول إن هذه الجثة تعود الى زوجي، وهي الى الآن ما زلت مقتنعة بأن الجثة تعود الى زوجها، لكن أعتقد أن هناك اشتباهاً كبيراً وهذا الاشتباه دفع بالجيش اللبناني الى الاشتباه بالجثة ودعا زوجته وآخرين الى التعرف إليها". وانعكست هذه المعلومات قلقاً لدى سكان القرى المحيطة بمخيم نهر البارد، واستنفاراً في الوحدات العسكرية التابعة للجيش اللبناني المنتشرة في المخيم ومحيطه. وقطع الجيش منتصف ليل أول من أمس الطريق الدولية التي تربط منطقة عكار بطرابلس، بعد الاشتباه بوجود مجموعة مسلحة عند مجرى نهر البارد لجهة بلدة المحمرة. وترافق ذلك مع إطلاق نار كثيف أعقبه دوي انفجار لم تعرف طبيعته. وواصل الجيش عمليات التمشيط داخل المخيم وفي محيطه، منفذاً انتشاراً من محيط بلدة المحمرة وصولاً الى حلبا عاصمة قضاء عكار، مروراً ببقية القرى والبلدات، مقيماً نقاط تفتيش في تلك المنطقة. وتردد أمس أن الأهالي تمكنوا من إلقاء القبض على أحد عناصر"فتح الإسلام"وأنه من جنسية خليجية وكان في حوزته نحو 20 ألف دولار. أما في ما يتعلق بأهالي المنطقة، فسادت في أوساطهم حال من القلق من إمكان ان يعاود العبسي تشكيل مجموعة مسلحة في مناطقهم لشن عمليات ضد الجيش اللبناني، خصوصاً في ظل روايات واستنتاجات كثيرة انتشرت وسط الأهالي حول مصيره. قضائياً، قالت مصادر مطلعة إن القاضي عويدات يتجه الى استدعاء زوجة العبسي لضبط إفادتها حول هويته. وأوضحت أن عويدات لم يسبق ان استدعى زوجة العبسي حول هذا الموضوع الذي قد يعرضها الى الملاحقة بجرم تضليل التحقيق وتسهيل فرار زوجها، خصوصاً انها اعطت علامات فارقة على جسد زوجها منها أنه يتزنر بحزام يحوي حجاباً في شكل دائم. وتسلم عويدات أمس موقوفاً جديداً من التابعية الفلسطينية كان أوقف في طرابلس. عين الحلوة وعلى اثر اعلان نتائج فحوص الحمض النووي التي أكدت أن الجثة التي يفترض أن تكون للعبسي ليست له، أطلقت المفرقعات النارية في مخيم عين الحلوة في صيدا. وسرت تساؤلات حول ما اذا كانت المفرقعات اطلقت احتفالاً بعدم مقتل العبسي، الأمر الذي نفاه امين سر حركة"فتح"في لبنان سلطان أبو العينين الذي أعلن ان المفرقعات لم تكن احتفاء بإعلان عدم مقتل العبسي. ودعا الى عدم تحميل المخيّم تبعات سلوك شخص لا علاقة له بالثقافة الفلسطينية. ميدانياً، جرح أمس ثلاثة جنود أحدهم في حال الخطر، خلال قيامهم بعملية تنظيف المخيم من الألغام التي خلفها وراءهم مسلحو"فتح الاسلام". وكان الجيش وضع أسلاكاً شائكة حول المخيم لمنع الدخول إليه أو الخروج منه، وهو يواصل عمليات إزالة الألغام والأفخاخ وتمشيط المناطق المحيطة بحثاً عن فارين. مواقف ودعا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال الى"فتح تحقيق كامل حول موضوع"فتح الاسلام"وشاكر العبسي تحديداً، لمعرفة أسباب ما حصل في نهر البارد وأدى الى سقوط أبناء الشعبين اللبنانيوالفلسطيني". وشددت الفصائل الفلسطينية في الشمال خلال اجتماع موسع لها أمس في طرابلس، على ضرورة"العودة أولاً الى مخيم نهر البارد ثم الإعمار". ودعا المجتمعون الى"تشكيل لجنة متابعة عليا تتولى متابعة أوضاع النازحين من البارد وتأمين عودة سريعة الى المخيم الجديد الذي يستوعب ألفي عائلة".وأعرب مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة في الشمال أبو عدنان عودة أمام المجتمعين، عن خشيته من أن"يكون هناك تمويل كبير من أجل اعادة الإعمار ولا يتم الإعمار". ورأى مسؤول"حزب الله"في الشمال محمد صالح في الاجتماع أن"هناك مشروع فتنة كبرى عالمياً هدفها التشريد أو التوطين". وشدد المجتمعون على"ضرورة دعم الجيش اللبناني"، معربين عن استياءهم من بعض التصريحات التي تنال من وحدة الشعبين اللبنانيوالفلسطيني. على صعيد أمني منفصل، عثرت قوة من استخبارات الجيش في منطقة البقاع الأوسط في سهل تعنايل أمس على برميل يحتوي على بعض القذائف الصاروخية المماثلة للقذائف التي انفجرت بالعامل غسان القادري قبل حوالى عشرة أيام في منطقة دير زنون وقام خبير عسكري بالتحفظ على القذائف وعددها مئة من عيار 23 ملم و17 من عيار 37 ملم وأربع من عيار 17 ملم ريثما يتم تفجيرها. فيلتمان يكرم شهداء الجيش الى ذلك، وضع السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان اكليلاً على نصب الخالدين للجيش اللبناني في وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، تكريماً للجنود الذين سقطوا خلال معركة نهر البارد. وانتهز فيلتمان فرصة الذكرى السادسة للهجمات الارهابية على الولاياتالمتحدة، لتقديم احترامه لضحايا الجيش اللبناني، مشدداً على"كفاح لبنانوالولاياتالمتحدة المشترك ضد الارهاب". وقال:"في عام 2001، تعلم الأميركيون ما عرفه اللبنانيون بكل أسف منذ عقود: الارهاب لا يميز بين السن أو الدين أو الاصل القومي". وكان فيلتمان وضع اكليلاً على نصب في السفارة الاميركية لإحياء ذكرى ضحايا الهجمات الارهابية في العام 2001، بمن فيهم أربعة لبنانيين. وقال:"اليوم هو يوم ذكرى الذين فقدناهم في كل من بلدينا لبنانوالولاياتالمتحدة. واسمحوا لي بان أعيد تأكيد دعم الولاياتالمتحدةللبنان والشعب اللبناني الصامد. دعونا نعمل معاً للوصول الى لبنان مستقر ومستقل ومزدهر كما يأمل ويستحق جميع اللبنانيين".