فيما تنتظر الأوساط السياسية اللبنانية الاعلان الرسمي الذي يفترض أن يصدر اليوم عن الجهات المختصة في شأن نتائج الفحص الثاني للحمض النووي لعينات أخذت من زوجة رئيس تنظيم"فتح الاسلام"شاكر العبسي وبناته وشقيقه الموجود في الأردن الدكتور عبدالرزاق العبسي للتأكد من أن الجثة الموجودة في براد المستشفى الحكومي في طرابلس تعود اليه، استبعدت معلومات غير رسمية أن تأتي النتائج ايجابية لتحديد"الهوية الوراثية"للجثة المذكورة. وبالتالي فإن مصير العبسي لا يزال مجهولاً، خلافاً لما كانت ادعته زوجته وعضو رابطة علماء فلسطين الشيخ علي يوسف من أن الجثة تخص العبسي. وعلمت"الحياة"من مصادر غير رسمية أن نتائج الفحص الثاني للحمض النووي جاءت سلبية ما يشكل لغزاً حول مصيره: هل قضى تحت الركام أم انه تمكن من الهروب في عملية الفرار الجماعية التي نفذها آخر المسلحين المنتمين الى"فتح الاسلام"فجر الأحد الماضي من مخيم نهر البارد باتجاه البلدات والقرى المجاورة له، أم أن العبسي فرّ من المخيم قبل هذه العملية بعدما أمن الجيش اللبناني خروج عائلات المسلحين بمن فيهم زوجة العبسي وأفراد عائلته. ويطرح بقاء مصير العبسي مجهولاً تساؤلات كثيرة حول دوافع تأكيد زوجته والشيخ يوسف أكثر من مرة بعدما استدعيا للتعرف الى الجثة أنها تعود اليه. وما يزيد في الشكوك حول مصير العبسي والناطق باسم"فتح الاسلام"أبو سليم طه، اصرار زوجة الأول أمام الأجهزة الأمنية المختصة على أن الجثة هي للعبسي بنسبة مئة في المئة وليس 99 في المئة. سائلة:"هل يعقل ألاّ أعرف زوجي؟". ومؤكدة انها تعرفت الى الجثة من علامات خاصة منها حزام عليه آيات قرآنية"، كان يتزنر به ولا يمكن أن يتخلى عنه لأحد، وهو ما كان أكده الشيخ يوسف الذي صرح سابقاً أنه وزميله الشيخ محمد الحاج وزوجة العبسي وامرأة تدعى"أم علي"زاروا المستشفى وتعرفوا الى الجثة. وروى الشيخ يوسف في حينه ما جرى بقوله:"بعدما رأت الحاجة أم حسين زوجة العبسي الجثة أكدت انها تعود الى زوجها فسألتها كيف تأكدت أنها لزوجك؟ فأجابت من التفاصيل الكاملة لجسده ولا شك أو ريب في انها جثته". وأضاف الشيخ يوسف:"كما أن الشيخ محمد الحاج يعرف العبسي من قبل وأكد انها جثته وكذلك فعلت أم علي. وهذا ما أبلغناه الى قيادة الجيش، إلا أننا فوجئنا بما صدر في الإعلام من أن نتائج الفحص الأول للحمض النووي اظهرت أن الجثة ليست للعبسي". ولفتت مصادر سياسية الى أنه اذا ثبت اليوم، من خلال نتائج الفحص الثاني الخاص بتحديد الهوية الوراثية، ان الجثة التي تجرى عليها الفحوص لا تعود الى العبسي. فإن ما قالته زوجته والشيخ يوسف سيكون موضع مساءلة قانونية وقضائية تتطلب استدعاءهما للمثول أمام القضاء المختص لمعرفة خلفيات تأكيدهما أن الجثة تخص العبسي خلافاً لما أثبتته الأدلة العلمية، وهذا ما يعرضهما للملاحقة بتهمة تضليل التحقيق بإعطاء معلومات غير صحيحة لتسهيل فرار مطلوب والتكتم على مصيره. من جهة ثانية، أكدت مصادر أمنية لبنانية ل"الحياة"ان عدد قتلى مسلحي"فتح الاسلام"ارتفع الى أكثر من 230 قتيلاً بعدما تمكنت الأجهزة الأمنية من العثور على جثث داخل المخيم وقتل مسلحين اثناء مطاردتها فلولهم في القرى المجاورة. وكذلك زاد عدد الموقوفين على 210 في حين ما زالت 64 جثة مجهولة الهوية في براد المستشفى الحكومي في طرابلس تعمل الجهات المختصة على معرفة هوية أصحابها. وكشفت المصادر عن مبالغة في الحديث عن اعداد السعوديين بين المسلحين من قتلى وموقوفين، وتبين أن عددهم حتى الساعة يقارب العشرين نصفهم من القتلى ونصفهم الآخر موقوف بمن فيهم الشيخ عبدالله بيشي وثلاثة آخرون كانوا أوقفوا قبل جريمة عين علق في شباط فبراير الماضي التي ذهب ضحيتها 3 مواطنين وجرح عشرة جراء تفجير عبوتين في حافلتين لنقل الركاب في المتن الشمالي. وأوضحت المصادر نفسها أن العدد الأكبر من القتلى والموقوفين هم من جنسيات لبنانية وسورية وفلسطينيي المخيمات الموجودة في سورية، مشيرة الى وجود عدد قليل من جنسيات عربية وآسيوية. وافادت المصادر أن الحصيلة النهائية لعدد عناصر"فتح الاسلام"تقترب من 500 مسلح. يذكر أن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي تمكن ليل أول من أمس من توقيف عنصر ينتمي الى"فتح الاسلام"يعتقد انه يمني، وسلمته الى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني. وفي التفاصيل أن بعض أهالي بلدة النبي كزيبر قضاء المنية الواقعة على بعد كيلومترين جنوب شرقي مخيم نهر البارد لمحوا شخصاً غريباً في العقد الثالث من عمره مختبئاً في حقل محاذ لقريتهم فطاردوه حتى التجأ الى منزل إمام مسجد البلدة متوسلاً ألا يسلمه الى الأجهزة الأمنية، لكن الأخير أبلغ قوى الأمن الداخلي فحضرت دورية من فرع المعلومات على الفور واعتقلته من دون أن يبدي أي مقاومة وكانت ثيابه مغطاة بالأتربة ولم يكن مسلحاً. ونفت مصادر أمنية ما تردد عن اعتقال شخص آخر يحمل الجنسية السعودية وقالت ل"الحياة"ان الشخص الذي أوقف هو يمني بحسب ما أدلى به فور اعتقاله على يد عناصر من فرع المعلومات.