استطاع باحثون أميركيون للمرة الأولى تفكيك رموز الخريطة الجينية الكاملة الجينوم لشخص مُفرد آملين ان يسمح ذلك بدراسة الارث الوراثي الفردي، ما يفتح الباب أمام احتمالات علمية شتى، من بينها جعل الخدمة الطبية متلائمة مع التركيب الوراثي لكل فرد على حدة. وأجرى الدراسة فريق مشترك من مؤسسة "كريغ فينتر اينستيتوت" في الولاياتالمتحدة، ومستشفى طب الاطفال في مدينة تورونتو في كندا، وجامعة كاليفورنيا في سان دييغو. وشملت الدراسة مجموعتي الكروموزومات الصبغيات ال23 التي تؤلف العناصر الوراثية للانسان. والمفارقة أن الشخص الذي خضع للتحليل هو الباحث كريغ فينتر، الذي يترأس مؤسسة شاركت في التوصّل الى رسم الخريطة الوراثية الجينية الكاملة للانسان، بالمشاركة مع "مشروع الجينوم البشري" وشركة "سيليرا" للأبحاث الجينية، في العام 2001. وقال الباحثون ان تحليل هذه النسخة للخريطة الوراثية التي اطلق عليها اسم "هو ريف" يظهر درجة عالية جداً من الفروقات الجينية بين مجموعتي الكروموزومات لدى الشخص المفرد. والمعلوم ان النواة في خلايا الانسان تحتوي على 23 صفاً مزدوجاً من الكروموزومات، يُساهم فيها الأب والأم بالتساوي. ويضم كل كروموزوم مجموعة من الجينات، يتفاوت عددها بين كروموزوم وآخر. وقد ساد الاعتقاد طويلاً بتشابه المُكوّنات الجينية لكل زوجين من الكروموزوم، لكن الدراسة الراهنة تشير الى وجود فوارق بينهما.