حذر خبراء ومزارعون شاركوا في مهرجان النخيل والتمور الرابع في محافظة النجف بجنوببغداد، هذا الشهر، من نتائج تراجع العراق عالمياً في زراعة النخيل وكان في الصدارة. وأكدوا ان زراعة النخل واجب وطني تكتسب اهمية من الناحيتين الاقتصادية والتاريخية وعمرها يمتد الى ستة آلاف عام. وكشف المدير العام للهيئة العراقية للنخيل فرعون احمد حسين ان العراق تراجع الى المركز السادس من الصدارة. وتشير الاحصاءات انه في 1966 كان يوجد اكثر من 30 مليون نخلة في العراق من مجموع 87 مليون نخلة في العالم كما اسهم العراق في انتاج 40 في المئة من مجموع انتاج العالم من التمور وانخفض العدد الى اقل من النصف خلال السنوات الاخيرة بسبب الظروف التي يمر بها العراق ومنها الحروب والاهمال الذي عانت منه برامج خدمة هذا النوع من الزراعة الحيوية وتفشي الافات وفقدان اعداد كبيرة من اصنافها النادرة. يذكر ان العراق احتل المرتبة الاولى عالمياً من حيث اشجار النخيل والانتاج السنوي من التمور وظل لعقود طويلة تتوافر لديه 38 في المئة من مجموع اشجار النخيل في العالم. الخبراء الذين شاركوا في المهرجان لمحوا الى ان انتاج العراق من التمور تميز بالتفاوت من موسم لآخر بسبب انتشار الافات الزراعية في البساتين ما تسبب في اتلاف الحاصل السنوي وتدهور نوعيته وبالتالي قلة المردود منه ولفتوا الى تعرض اشجار النخيل وبخاصة في جنوبالعراق الى زوابع رملية موسمية أتلفت التمور وشكلت الحروب عاملاً مباشراً في تدهور انتاجية المحصول. وتحدث المشاركون في المهرجان عن تعرض بساتين النخيل للاهمال في محافظة البصرة التي كانت تحتل المرتبة الاولى بين المحافظات لناحية العدد واصبحت في المرتبة الرابعة تسهم بتسعة في المئة من جملة الانتاج المحلي ما يعكس معاناة المزارعين لناحية مشكلات تسويق الانتاج ولم يعد مردوده يكفي لسد مقتضيات المعيشة. خبراء الزراعة اوضحوا ان صادرات العراق من التمور كانت تشكل حتى السبعينات اكثر من ثلث جملة الصادرات المحلية قيمة وتشير الاحصاءات الى نحو 165 الف فلاح كانوا يعملون في زراعة النخيل يزداد عددهم في موسم جني المحصول الى ربع مليون عامل. واثبتت التجارب التي اجريت على التمور العراقية في الخارج صلاحيتها كمادة اولية لانتاج السكر السائل وان انتاج التمور وبخاصة الانواع التي تتميز بارتفاع نسبته انتاجها سيؤدي انتاجها الى انقاذ المحصول الزراعي من مشكلات تقلبات الاسعار العالمية في الخارج. وان تصنيع فائض الانتاج السنوي من التمور يزيد منفعتها وقيمتها الاقتصادية. هيئة النخيل العراقية تعمل حالياً على تنفيذ خطة شاملة لتأهيل هذا القطاع وتطويره اهمها مشروع انشاء مكابس ومصانع التمور حيث ينفذ في خمسة مواقع تابعة للهيئة في بغداد وبابل والكوت وذي قار والبصرة وسيتم هذه السنة انشاء مصنعين في كل من بغداد وبابل لتكون هذه المصانع والمكابس نماذج تعتمد الاسلوب العلمي الحديث في تعبئة التمور وكبسها، وكذلك سيشمل الصناعات التحويلية للتمور كالدبس والخل والسكر السائل وحامض الليمون وغيرها.