نظمت وزارة الزراعة العراقية"الندوة العلمية الاولى"عن نخيل التمر، بمشاركة جهات علمية واقتصادية متخصصة، تولي اهتماماً لنخلة التمر وسبل إكثارها في العراق، الذي يشتهر باتساع رقعة زراعتها فيه. تركزت مناقشات الندوة حول واقع زراعة النخيل وانتاج التمور في البلاد، وآفاق تطوره، وكذلك بحث المشكلات التي تعانيها بساتين النخيل، خصوصاً ما يتعلق بطرق الاكثار والاصابة بالآفات والجهود المبذولة في خدمة النخيل. ولفتت وزيرة الزراعة د. سوسن ماجد، في كلمتها في الندوة، الى ان"العراق يعد من اقدم مناطق زراعة النخيل في العالم، وان المنطقة المحصورة بين خطي عرض 35 درجة شمالاً و30 درجة جنوباً، وهي منطقة زراعة النخيل في العراق، تنتشر فيها أرقى وأجود اصناف التمور في العالم، وبها اكثر من 600 صنف زراعي، اهمها البرحي والقنطار والشويتي والسكري والميرحاج والخيارة، وتحتضن البصرة ثلث عدد تلك الاصناف". واشارت الى ان"التوسع العمراني والصناعي وفتح الطرق والاهمال، والظروف السابقة التي مر بها العراق، ادى الى انخفاض كبير في اعداد النخيل التي وصلت في الخمسينات الى اكثر من 32 مليون نخلة، الا ان السنوات التي تلت هذا التعداد لم تشهد أي تحسن ملحوظ في الاعداد، اضافة إلى ان السياسة السعرية وقتها ادت الى عزوف المزارعين عن الاهتمام بالنخيل، وانخفض انتاج التمور الى 500 الف طن، الا ان الامر اختلف في النصف الثاني من التسعينات من القرن الماضي عندما اصبح السعر حراً ليرتفع الانتاج إلى ما يزيد عن 900 الف طن عام 1998 رغم الاعداد القليلة من النخيل". واكدت الوزيرة ان سياسة وزارة الزراعة هي"اعطاء الاولوية الاولى لموضوع النخيل، وتخصيص المبالغ اللازمة لتغطية نشاطاته بما يعزز النشاط البحثي لتطوير الثروة الوطنية لاشجار النخيل". ودعا المدير التنفيذي للبرنامج الوطني لتطوير زراعة النخيل د. فرعون احمد الى"وقف التدهور الذي اصاب بساتين النخيل، والارتقاء بالثروة الوطنية عبر اسهامات الباحثين والمختصين لرسم ملامح الخطط المستقبلية للنهوض بشجرة النخيل وخدمتها بما يليق بمكانتها الدينية والغذائية والاقتصادية والاجتماعية في قلوب الجميع وتاريخهم". وناقش باحثون في الندوة، التي شهدت افتتاح معرض نوعي للتمور على هامشها، محاور تتعلق بواقع وطموح نخلة التمر وسبل اكثارها وتجربة وزارة العلوم في هذا المجال وآفات النخيل والتمور ودور البصمة الوراثية في تطوير برامج النخيل ونشاط البرنامج الوطني للنخيل في المنطقة الجنوبية، بالاضافة إلى تكنولوجيا تصنيع التمور.