حذرت المنظمة الدولية للنقل الجوي"أياتا"من أخطار استمرار ارتفاع أسعار النفط، والحال التي تمر فيها أسواق الائتمان على صناعة النقل الجوي العالمية. وطالبت الحكومات بإجراءات أكثر جدية، لحماية هذه الصناعة الحيوية، خصوصاً في ما يتعلق بالأمن والسلامة والبيئة. ورفعت المنظمة سقف توقعاتها عن أرباح شركات الطيران في العالم للسنة الجارية، الى 5.6 بليون دولار مقارنة ب 5.1 بليون، بحسب تقديرات أصدرها الاتحاد في حزيران يونيو الماضي، على رغم ارتفاع متوسط سعر برميل النفط الى 67 دولاراً في 2007، بعدما كان 63 دولاراً. وعبّر الرئيس التنفيذي للمنظمة جيوفاني بيسيغناني في اتصال مع"الحياة"من مقره في مونتريال، عن"قلق"الاتحاد من استمرار الارتفاع في أسعار النفط العالمية، ما قد يصيب الآمال في انتعاش أرباح شركات الطيران خلال 2007 و2008 ب"نكسة قوية"، إلا أنه أبدى"قلقاً من استمرار ارتفاع أسعار النفط المواكبة للتغيير الكبير في أسواق الائتمان لعام 2008"على رغم التفاؤل في 2007. وتوقع أن"تشهد السنة المقبلة تراجعاً في أرباح الشركات الى 7.8 بليون دولار في مقابل 9.5 بليون وفق تقديرات سابقة". ولفت بيسيغناني الى أن وضع أسواق الائتمان الحالي"يبعث على التساؤل عن أداء الصناعة السنة المقبلة، كما ان استمرار الارتفاع في أسعار النفط يصعّب تقليص الخسائر والحفاظ على الكفاءة". وحضت"أياتا"الحكومات حول العالم على إظهار الدور القيادي في ثلاثة مجالات حيوية من قطاع الطيران، تتمثل في السلامة والأمن والبيئة، وأكدت على حاجة البشرية الى هذه الصناعة، وضرورة ان تلتزم الحكومات بالمعايير العالمية للوفاء بالوعود الأساسية للسلامة والأمن والمسؤوليات البيئية. ويُعد النقل الجوي نظام نقل شاملاً يستخدمه 2.2 بليون نسمة سنوياً، كما يدعم 32 مليون وظيفة، وتبلغ مساهمة القطاع في النشاط الاقتصادي العالمي نحو 3.5 تريليون دولار. وتعتبر منظمة الأممالمتحدة أن البنية التحتية المهملة وإدارة المرور الجوي الصعبة"تزيد من تكاليف الوقود لشركات الطيران بنسبة 12 في المئة، كما تزيد 73 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون المضر بالبيئة". وأكد بيسيغناني على"وجوب تغيير ذلك الآن وعاجلاً". وتوقعت"أياتا"، التي تضم 265 شركة طيران تشكل 94 في المئة من مجمل الحركة الجوية العالمية المنتظمة، أن تشهد صناعة الطيران الإقليمية"تحولاً نسبياً كبيراً مدفوعاً بزيادة أساطيل الناقلات في المنطقة. فمنذ 2001 ، عززت الناقلات العاملة في منطقة آسيا والمحيط الهادي قدرتها 42 في المئة في مقابل 11 في المئة للشركات في أميركا الشمالية. كما زادت إنتاجية العمال في مجال الطيران 56 في المئة، وتراجعت التكاليف غير النفطية 15 في المئة. كما ستحقق شركات الطيران وفراً قيمته 3 بلايين دولار لدى تطبيق نظام التذاكر الإلكترونية كاملاً مطلع 2008. وعلى رغم تحسن الموازنات، لاحظ بيسيغناني استمرار"تراكم الديون لتجعل من الطيران المدني صناعة هشة"، كما لفت الى أن الحرية التجارية"لا تزال حلقة مهمة ومفقودة". ودعا الى النظر في"تطبيق مزيد من الحريات بما فيها حرية التملك". واعتبر رئيس المنظمة أن عام 2006 كان"الأكثر أماناً من أي وقت مضى لصناعة النقل الجوي"، وأشار الى أن المعايير العالمية"عملت على تحسين معدل الحوادث على مدى العقد الماضي أكثر من 50 في المئة، إذ ارتفع عدد شركات الطيران المسجلة في نظام"إياتا"لمراقبة سلامة العمليات الجوية الى اكثر من 160 شركة تغطي 78 في المئة من الحركة الجوية". وكشف أن المنظمة الدولية"ستطلق نظام مراقبة سلامة العمليات الأرضية الجديد والأكثر تطوراً، المعروف باسم ISAGO"، وأعلن أن الحوادث الأرضية"تكلف الصناعة نحو 4 بلايين دولار سنوياً". وعلى رغم تأكيده أن شركات الطيران"هي أكثر أماناً اليوم مما كانت عليه في 2001"، اعترف بأن النظام المعمول به الآن، والبالغة قيمته 5.6 بليون دولار"لا يزال غير منسق". واعتبر الإجراء الذي طبقته"أياتا"أخيراً والمتعلق بالسوائل والمواد الهلامية"خطوة في الاتجاه الصحيح نحو الملاءمة، وأثبت أن في إمكان المنظمة الدولية للطيران المدني تحقيق نتائج". وأشار الى أن الخطوط الجوية"تساهم في اثنين في المئة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون عالمياً، كما لها أثر متزايد في هذه الانبعاثات"، داعياً الى ان تصبح صناعة الطيران"خالية"منها.