سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحريري وجنبلاط "منفتحان على مبادرة بري من دون التنازل عن المسلمات الدستورية" . عون ل "الحياة": مع حكومة بديلة برئاسة سليمان والأقوى على الأرض يستلم الحكم اذا أسقط الدستور
أعرب زعيم "التيار الوطني الحر" رئيس "تكتل التغيير والاصلاح"النيابي في لبنان العماد ميشال عون عن اعتقاده بأن "حزب الله" وحركة "أمل" سيؤيدانه كمرشح لمنصب رئيس الجمهورية. ورأى أنه"في حال إسقاط النصوص الدستورية في انتخابات رئاسة الجمهورية من جانب قوى الاكثرية بفعل الخلاف على مسألة النصاب في جلسة الانتخاب يستلم الأقوى على الأرض الحكم"، مشيراً الى انه"اذا أسقطت الدستور تفسح المجال لكل واحد للاستيلاء على السلطة بالطريقة التي يراها مناسبة". وجاء كلام عون في حديث الى"الحياة"، أكد فيه انه"في حال عدم انتخاب رئيس جديد للبلاد، فإن الحكومة الحالية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة لن تستلم السلطة". وأيد قيام حكومة بديلة برئاسة قائد الجيش العماد ميشال سليمان، لكنه اعتبر"ان تعديل الدستور من أجل أشخاص كي يترشحوا للرئاسة، أمر صعب وغير مقبول". راجع ص7 و8 وعما اذا كان يقبل بخيار آخر غيره للرئاسة في حال لم تقنع المعارضة الفريق الآخر به كمرشح توافقي قال:"عليك ان ترى اذا كانوا هم حلفاؤه في المعارضة يقبلون بخيار آخر". واضاف:"إذا لم نصل الى انتخاب رئيس... يجب تشكيل حكومة. والذي يعرقل مثل هذه الحلول عليه ان يتحمل مسؤولية الصدام الذي يمكن ان يحصل". ورأى ان"تشجيع الدول والعواصم الغربية الحكومة الحالية يشجع على الصدام على مستوى البلد". وكرر عون هجومه على حكومة السنيورة، وقال رداً على سؤال عن مراهنة رئيس البرلمان لمجلس النيابي نبيه بري على تفاهم سعودي - سوري وسعودي - ايراني حول لبنان:"أنا ضد... لماذا أُدخل دولتين ووصاية جديدة". واتهم الفريق الآخر بالتسلّح منذ اكثر من سنة. وجدد تأكيده ان التفاهم بينه وبين"حزب الله"وضع صمامات أمان للقرار الدولي الرقم 1559 كي لا يصبح مشروع فتنة، واشار الى ان مبادرة بري هي"آخر فرصة". وكان الوضع السياسي اللبناني شهد حراكاً جديداً، إضافة الى الموفدين الأجانب الذين يزورون لبنان خلال هذا الاسبوع، بعودة زعيم تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري من زيارة طويلة الى الخارج، ما أدى الى تكثيف المشاورات بينه وبين حلفائه في قوى 14 آذار من أجل اصدار موقف موحد من مبادرة بري المقايضة بين تخلي المعارضة عن مطلب قيام حكومة الوحدة الوطنية قبل انتخابات الرئاسة وبين تخلّي الاكثرية عن فكرة انتخاب رئيس الجمهورية بأكثرية النصف +1 في الدورة الثانية، والتسليم بالحاجة الى نصاب الثلثين من أجل عقد جلسة الانتخاب، على ان يطلق مشاورات مع أركان مؤتمر الحوار الوطني توصلاً الى توافق على الرئيس العتيد. وزار الحريري عصر امس رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط في منزله، والتقاه على مدى ساعة ونصف ساعة في حضور وزير الاتصالات مروان حمادة والنائب وائل أبو فاعور والنائب السابق غطاس خوري، في اطار المشاورات لإصدار موقف من مبادرة بري، خصوصاً ان الأخير ينتظر رد الفعل الرسمي لقوى الاكثرية، بعدما كان بعض رموزها، ومنهم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اعتبرها مبادرة جدية ويمكن البناء عليها وتطويرها، فضلاً عن اعلان بعض هؤلاء الرموز أنهم لن يقفلوا الباب امام المبادرة على رغم ان لديهم اسئلة حولها. وقالت ل"الحياة"مصادر مقربة من المجتمعين ان الاتفاق"كان تاماً بين الحريري وجنبلاط في شأن الثوابت والمسلمات الوطنية وحول كيفية التعاطي مع مبادرة بري والخطوات الواجب اتخاذها لتمرير الاستحقاق الرئاسي باعتباره محطة استقلالية". وأكدت المصادر"انفتاحهما على المبادرة والرغبة في الحوار الوطني، وفي جعل الاستحقاق محطة للانطلاق الى تفاهم وطني، من دون التنازل عن المسلمات الدستورية التي سبق وأعلنتها قوى 14 آذار". وانتقل الحريري الى السراي الكبيرة حيث عقد اجتماعاً مطولاً مع السنيورة في اطار المشاورات قبل اجتماع موسّع لقوى 14 آذار. وسبق الحركة السياسية بين قوى 14 آذار واللقاءات التي عقدها الحريري وامتدت الى آخر الليل، موقف لمجلس الوزراء برئاسة السنيورة، دان الغارة الاسرائيلية على سورية، وكرّر السنيورة استنكاره للغارة بعدما كان أصدر بياناً في هذا الصدد الاسبوع الماضي، معتبراً انها تهديد للاستقرار في المنطقة. وطلب مجلس الوزراء، في سياق مظاهر التأزم الداخلي وصدور بعض التصريحات، ان تزوده الاجهزة الأمنية تقارير عن عمليات التسلح والتدريب من جانب"فئات معينة". لكن المجلس لم يتطرق الى مبادرة بري تاركاً الموقف منها للقوى السياسية. ولوّح مجلس الوزراء باللجوء الى الأممالمتحدة لمواجهة التشويش الجاري في لبنان على الاتصالات الهاتفية والبث التلفزيوني، معتبراً أنه"عمل اسرائيلي". وتلقى السنيورة اتصالات هاتفية للتهنئة بحلول شهر رمضان المبارك، من كل من الرئيس المصري حسني مبارك، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ولي العهد السعودي وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. وشدد مبارك والملك عبدالله والأمير سلطان على تهنئة اللبنانيين وأعربوا عن دعمهم"للبنان حكومة وشعباً"، كما جاء في بيان اعلامي من مكتب السنيورة. واجتمع نواب عن الكتل البرلمانية المعارضة الثلاث،"التغيير والاصلاح"و"الوفاء للمقاومة"حزب الله و"التنمية والتحرير"برئاسة بري أمس لمناقشة الخيارات السياسية والدستورية لمواجهة الاستحقاق الرئاسي في حال حصل توافق مع الاكثرية أو في حال اللاتوافق. ويترقب الوسط السياسي ما سيحمله وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير خلال زيارته اليوم الى بيروت، والتي تنتهي ليلاً بعد لقائه ممثلي فرقاء الحوار من الصف الثاني الذين شاركوا في ندوة سان كلو في فرنسا. كما يلتقي الرئيسين بري والسنيورة للتداول معهما في مبادرة الاول وفي امكان اجتماع اقطاب الحوار على مستوى الصف الاول. ووصلت الى بيروت امس مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون المساعدات الاقتصادية اليزابيث ديبل والتقت السنيورة، وأكدت ان هدف زيارتها اقتصادي ولتمتين العلاقات التجارية والاقتصادية مع لبنان. وقالت انها لا تحمل رسالة في شأن الاستحقاق الرئاسي"لكن موقفنا واضح وهو حصول الانتخابات في موعدها الدستوري ومن دون تدخلات خارجية". وجال الوفد السوداني الوزير مصطفى اسماعيل على رئيس الجمهورية اميل لحود وبري والسنيورة لاستكشاف الوضع، معتبراً ان"بوصلة الوضع اللبناني نقرأ من خلالها التوجهات الدولية في المنطقة".