سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحريري وافق في مفاوضات الأسبوع الماضي على ترشيح إثنين من حلفاء عون ... والجنرال يلوح باعتصام في كل الساحات . الأكثرية تتبنى خيار تعديل الدستور لانتخاب سليمان وتحييد لبنان عن "العاصفة"
أطلقت رموز الأكثرية في لبنان إشارات عدة، أمس وقبله، الى استعدادها للقبول بقائد الجيش العماد ميشال سليمان كرئيس توافقي، للخروج من الفراغ الرئاسي، في انتظار موقف المعارضة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري من هذا الخيار الذي يتطلب تعديلاً للمادة 49 من الدستور التي تشترط لانتخاب موظفي الفئة الأولى أو ما يعادلها، الاستقالة من الوظيفة قبل سنتين من الانتخاب. وفيما أطلقت اعادة طرح هذا الخيار دينامية جديدة في معالجة الفراغ الرئاسي، فإن زعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون الذي يجري منذ 3 أيام مشاورات مع فعاليات مسيحية، ربط تعليقه على خيار انتخاب العماد سليمان للرئاسة باستشارة المرجعيات القانونية حول تعديل الدستور. لكن عون لوّح بتحرك على الأرض ضد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة اذ قال:"سنعتصم في كل الساحات"، وذلك قبل يوم من اكتمال سنة على اعتصام المعارضة في ساحتي رياض الصلح والدباس في وسط بيروت التجاري، وقرب السرايا الحكومية، والذي نفذته المعارضة لاسقاط حكومة السنيورة التي استمرت حتى تسلمت السبت الماضي صلاحيات الرئاسة الأولى، بفعل عجز المجلس النيابي عن انتخاب رئيس جديد. راجع ص6 و7 و15 في غضون ذلك، كشفت مصادر فرنسية وأخرى عربية ولبنانية ل"الحياة"ان زعيم تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري كان أبلغ الوسطاء الاوروبيين، الخميس الماضي موافقته على ترشيح النائب في كتلة عون النيابية عن دائرة كسروان ? جبيل فريد الياس الخازن، أو المرشح السابق للنيابة عن دائرة عاليه - بعبدا في اللائحة التي دعمها عون، نقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي، للرئاسة واستبعد اسماً ثالثاً جرى اقتراحه عليه هو النائب بيار دكاش. وأوضحت المصادر ان الحريري كان طالب عون في لقائه معه يوم الأربعاء بضمانات حول تشكيل الحكومة بعد انتخابات الرئاسة وأن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير كان أبلغ عون بالتفكير بموافقة الحريري على الخازن وقرطباوي، لكن مبادرة عون مساء الخميس الماضي تجاهلت ذلك واقترحت ان يسمّي هو رئيس الجمهورية من غير تياره وكتلته وأن يسمي الحريري رئيس الحكومة من غير تياره. وقالت مصادر بارزة في قوى 14 آذار انها تبدي استعداداً جدياً للخطوة التوافقية القاضية بتعديل الدستور لانتخاب العماد سليمان. واعتبرت هذه الخطوة بمثابة تسوية تاريخية ضرورية لتفادي الفراغ، ولان هناك ضرورة لانتخاب الرئيس لتحييد لبنان عن العاصفة الإقليمية التي تتلبد في سماء المنطقة والتطورات الجارية دولياً. وقالت ان القيادة المصغّرة لقوى الأكثرية اجتمعت ليل أول من أمس بدعوة من الحريري وفي حضور الرئيس السنيورة، والرئيس السابق أمين الجميل، رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط، ورئيس الهيئة التنفيذية في حزب"القوات اللبنانية"سمير جعجع، وبحثت في الاستحقاق الرئاسي وتعديل الدستور، وانها ستبقي مشاوراتها مفتوحة. لكن المصادر استدركت ان لا بد من التريّث قبل إصدار الموقف النهائي لمعرفة موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري، علماً ان أوساطه قالت ل"الحياة"انه مع التوافق على الرئيس. وفي وقت ربط رئيس كتلة"الوفاء للمقاومة"حزب الله النائب محمد رعد أي إمكانية للتوافق اذا كان يتطلب تعديلاً دستورياً، بشرط موافقة كل قوى المعارضة عليه، قال أنه لا يرى جدّية في طرح هذه القضية و"البعض"يحاول المناورة برمي الكرة في الملعب الآخر". في المقابل، قالت مصادر الأكثرية ان"آلية تعديل الدستور تستدعي التوافق عليها لقطع الطريق على الاجتهادات المناوئة للتعديل، خصوصاً ان هناك ثلاثة أمور لا بد من توضيحها وهي: 1- ان المعارضة لا تعترف بحكومة السنيورة، وتعتبرها غير دستورية وفاقدة للشرعية، بالتالي هل ستوافق على مشروع قانون يمكن ان تتقدم به من المجلس النيابي لطلب الموافقة على التعديل، بالتالي تكون أضفت عليها الشرعية بخلاف مواقفها السابقة، أم ان المعارضة او بعضها على الأقل من خلال حركة"أمل"، ستبادر الى طلب ترميم الحكومة، بحيث ينضم الوزراء المنتمون اليها للحكومة لتبرير الاعتراف بها. 2- هل يمكن الحكومة في غياب رئيس الجمهورية ان تطلب من البرلمان تعديل الدستور، أم ان تسلمها صلاحيات الرئاسة بانتهاء ولاية لحود يعطيها هذا الحق؟ 3- بما ان الأيام العشرة الأخيرة من ولاية لحود انتهت من دون انتخاب خلفه، هل يحق للبرلمان الموافقة على مشروع القانون الرامي الى تعديل الدستور ومن ثم يلتئم لانتخاب الرئيس؟ واعتبرت المصادر ذاتها ان لا بد من إعداد الاجتهادات لقطع الطريق على التشكيك بدستورية الآلية التي ستتبع لانتخاب الرئيس. وقالت انها تنتظر الموقف المطلوب من بري أولاً ومن ثم من"حزب الله"و"التيار الوطني الحر"، لتبني على الشيء مقتضاه، وفي ضوئه تتكثّف المشاورات خصوصاً بين بري والحريري لتحضير الأجواء لانتخاب العماد سليمان.