قدم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الى البرلمان أمس، برنامج حكومته الجديدة التي تحمل الرقم 60، وحدد هدفها بتأمين الرفاهية وتعزيز الحريات. وبين الأهداف الاقتصادية الطموحة جداً والتي وعد بتحقيقها بحلول السنة 2013، رفع مستوى دخل الفرد الى 10 آلاف دولار سنوياً، وتحقيق قفزة تجعل تركيا بين أقوى عشر اقتصادات في العالم. كذلك وعد اردوغان بثورة إصلاحية جذرية في نظام القضاء والمحاكم، وتبسيط المعاملات وتخفيف البيروقراطية، من خلال إصدار بطاقة ممغنطة للمواطن تغنيه عن إبراز الاوراق الثبوتية في مؤسسات الدولة والتي ستخضع كل سجلاتها للمكننة. وأكد رئيس الحكومة تمسك تركيا بهدفها الاستراتيجي المتعلق بالانضمام الى الاتحاد الأوروبي وتطوير علاقاتها السياسية والتجارية مع جيرانها. وركز على ان مسودة الدستور الجديد التي يعدها البرلمان، ستكون كفيلة بحل كثير من المشاكل المزمنة في ما يخص الحريات وحقوق الإنسان، ما اعتبِر مقدمة لتسوية القضية الكردية والخلاف على الحجاب. في غضون ذلك، بدأ المدعي العام للجمهورية تحقيقاً مع النائب الكردي احمد ترك، بسبب تصريحات أدلى بها ضد رئيس الأركان الجنرال يشار بيوك انيت الذي استبعده ونواب حزبه عن الاحتفالات بعيد النصر الخامس والثمانين، لرفضهم اتهام حزب العمال الكردستاني بالإرهاب. وقال ترك إن"موقف الجيش يوضح للجميع من الذي يعمل لتقسيم البلاد وزرع بذور الفتنة العرقية". في الوقت ذاته، سعى بيوك انيت الى إذابة الجليد بينه وبين الرئيس عبدالله غل، خلال حفلة عشاء أقامها لمناسبة الاحتفالات بعيد النصر، وذلك من خلال تبادل حديث فكاهي معه، في حضور أردوغان. ورغم أن بيوك انيت دعا غل وأردوغان من دون زوجتيهما، فان أجواء اللقاء كانت إيجابية جداً، وتخلله حديث طويل وكثير من الابتسامات والمجاملات. وقال غل للصحافيين، إن"الأمور على ما يرام الآن"، فيما طلب رئيس الأركان منهم ألا يبالغوا في تفسير تصرفاته مع الرئيس الجديد وألا يحملوها اكثر مما تستحق. وشكل ذلك إشارة إلى أن الجيش بدأ يخفف أسلوبه الحاد في تعامله مع الرئيس، بعدما سجل موقفه منه في اليوم الأول لتسلم غل منصبه. ويُتوقع ان تهدأ الأمور، حتى ان حزب الشعب الجمهوري المعارض الذي قاطع الانتخابات الرئاسية، قرر تخفيف حدة معارضته وتصريحاته لتخفيف أجواء التوتر في تركيا. تزامن ذلك مع انتقاد كتاب وصحافيين علمانيين عدائية رئيس الأركان، تجاه غل. وندد نقيب الصحافيين اوكتاي اكشي في مقال نشرته صحيفة"حرييت"الواسعة الانتشار بمحاولة الجيش التدخل في الانتخابات الرئاسية من خلال تصريحات بيوك انيت. ورأى ان"أحداً لا يمكنه الحديث عن نظام ديموقراطي، في بلد يظهر فيه قائد الأركان على صفحات الجرائد أكثر من السياسيين".