يعقد ممثلون عن اكثر من 20 دولة ومنظمة عالمية اجتماعاً في بغداد اليوم، هو الثاني من نوعه، بعد المؤتمر الذي عقد في آذار مارس الماضي، لتقويم تطور الأوضاع في العراق. ويجتمع ممثلون عن دول الجوار العراقي والبحرين ومصر والجامعة العربية والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والدول الصناعية الثمان الكبرى للبحث في عدد من القضايا ضمن جدول اعمال يتضمن مراجعة نتائج اجتماعات اللجان التحضيرية التي اوصى بها المؤتمر الاول، ومراجعة اعمال لجان الطاقة والامن واللاجئين التي انبثقت عن مؤتمر شرم الشيخ بخصوص العراق، فضلاً عن التحضير لمؤتمر اوسع على مستوى وزراء الخارجية. وقال نائب وزير الخارجية محمد الحاج محمود ل"الحياة"ان بلاده اكملت الاستعدادات لعقد المؤتمر اليوم والذي سيكون على مستوى الخبراء ويضم عسكريين وسياسيين وموظفين كبارا في الوزارات والهيئات المعنية، مضيفاً ان المؤتمر يعد مكملاً ل"مؤتمر بغداد"الاول الذي عقد في آذار مارس الماضي. واوضح الحاج حمود ان جدول الاعمال يتضمن البحث في نتائج اللجان الفرعية المتعلقة بالامن والطاقة واللاجئين ومراجعة ما حققته من انجازات خلال الفترة الماضية، لافتاً الى ان المجتمعين سيشكلون امانة عامة دائمة من المقرر ان تعقد اجتماعات دورية لمتابعة المستجدات في الشأن العراقي واتخاذ قرارات وتوصيات لوضع حلول للمشاكل المطروحة. كما اشار الى ان الاجتماع سيتناول ايضاً التحضير لمؤتمر على مستوى وزراء الخارجية من المقرر ان يعقد في اسطنبول في تشرين الاول اكتوبر المقبل. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن احمد الحديثي احد مساعدي رئيس الوزراء نوري المالكي ان"رئيس الوزراء سيستخدم هذا المؤتمر لتقويم التقدم في جعل المنطقة اكثر امنا". واضاف ان"المالكي يريد ان يرى ما الذي حصل بعد المؤتمر الاول في 10 آذار الماضي". وتابع ان"التركيز سيكون على الالتزامات التي اعطتها الدول في المؤتمر الاول والمؤتمر الآخر الذي عقد في مصر". واوضح انه بعد الكلمة التي سيلقيها المالكي ستتوزع الوفود على ثلاث فرق عمل تهتم احداها بالقضايا الامنية، والثانية بالمهجرين العراقيين الذين بلغ عددهم اكثر من اربعة ملايين لاجئ داخل العراق وخارجه، وقضية ازمة الطاقة. وكانت هذه اللجان شكلت منذ المؤتمر الاول الذي عقد في بغداد، حيث تعهدت الوفود في اجتماعها الاول"بمحاربة الارهاب ودعم الامن". لكن اللقاء تعثر عندما اتهم الوفد الاميركي ايران بتهريب ودعم المسلحين في البلاد، فيما طالبت ايرانالولاياتالمتحدة بالانسحاب من العراق. وكان مؤتمر دولي لدول الجوار العراقي عقد في منتجع شرم الشيخ المصري في ايار مايو الماضي بحضور وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، وممثلي مجموعة الثمان والممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. وناقش الاجتماع الذي يهدف الى بحث سبل مساهمة مجموعة دول الجوار العراقي سورية وتركيا وايران والسعودية والكويت والاردن ومصر في وقف نزيف الدم في العراق. وهاجم وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي في هذا الاجتماع الولاياتالمتحدة. وانتهى هذا الاجتماع الذي كان من المتوقع ان يلتقي خلاله وزير الخارجية منوشهر متقي بنظيرته الاميركية كوندوليزا رايس بمجرد اتصالات بين السفير الاميركي ريان كروكر ووكيل وزارة الخارجية الايرانية. والتجمع الذي سيحصل في بغداد سيكون اقل اهمية من اجتماع شرم الشيخ. وسيأتي معظم المشاركين من البعثات الديبلوماسية الموجودة في العراق ويحضرآخرون من مسؤولين في وزارات الخارجية الذين سيتوجهون الى العراق لهذه المناسبة. وسيغيب هذه المرة السفير الاميركي رايان كروكر الذي سيكون في واشنطن حيث سيقدم تقريره حول الوضع الامني في العراق. لكن يتوقع ان يحضر مسؤول من السفارة الاميركية الاجتماع.