أعلنت مصر أنها ستستضيف مؤتمرين حول العراق بمشاركة دول الجوار والدول الكبرى في شرم الشيخ يومي الثالث والرابع من آيار مايو المقبل، على أن يلتئم مؤتمر لإطلاق "مبادرة العهد الدولي للعراق" في الثالث من الشهر المقبل يليه مؤتمر دول الجوار في الرابع منه. وسيستبق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عقد المؤتمرين بزيارة إلى مصر. يُذكر أن "وثيقة العهد الدولي" هي خطة خمسية لترميم الاقتصاد العراقي أُطلقت في تموز يوليو الماضي بين بغدادوالأممالمتحدة بدعم من البنك الدولي. وكانت بغداد أعلنت السبت عقد المؤتمر الوزاري في مصر، استكمالاً للمؤتمر الدولي حول أمن العراق، الذي عُقد في بغداد في العاشر من آذار مارس بمشاركة 17 دولة ومنظمة ممثلة على مستوى السفراء وبعض نواب الوزراء. وقال الناطق باسم الخارجية المصرية علاء الحديدي إن"مصر والعراق اتفقتا بالتنسيق مع الأممالمتحدة على عقد الاجتماع الوزاري الدولي الخاص بإطلاق مبادرة العهد الدولي للعراق في شرم الشيخ في الثالث من آيار المقبل بمشاركة عدد من الدول والمنظمات والهيئات الدولية والاقليمية". وأشار إلى"الاتفاق أيضاً على عقد الاجتماع الوزاري الموسع لدول جوار العراق مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجموعة الثماني الصناعية في اليوم التالي في شرم الشيخ"، خصوصاً أن"هذه الدول ستشارك في مبادرة العهد الدولي للعراق". وأوضح أن"مصر ترحب بما اتفق عليه في خصوص اجتماعات دول الجوار". وأعلن الحديدي أن رئيس الوزراء نوري المالكي سيزور مصر هذا الشهر تلبية للدعوة الموجهة إليه من نظيره المصري الدكتور أحمد نظيف. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة""إن الأيام الماضية شهدت اتصالات مستمرة بين وزراء خارجية مصر والعراقوتركيا لحسم مكان انعقاد مؤتمر دول الجوار"، مشيرة إلى أنه"في وقت أذاعت وسائل الإعلام أنباء عن استضافة مدينة اسطنبول المؤتمر، كانت هذه الاتصالات لا تزال جارية". وأوضحت أن"العراق كان يرغب في استضافة بغداد المؤتمر، إلا أنه اتضح أن الظروف الأمنية تحول دون ذلك. كما أبدت تركيا رغبة في استضافة المؤتمر، لكن يبدو أن العراقيين لم يكونوا مستعدين لذلك". وأضافت:"طُلب من مصر استضافة المؤتمر ورحبت بذلك من أجل إنجازه"، مشيرة إلى أن"تأييد مصر عقد الاجتماع المقبل في تركيا يؤكد ثقتها الكبيرة في أنقرة". وتابعت المصادر أنه"سيتم خلال الأيام المقبلة ترتيب الأمور الفنية الخاصة بانعقاده". وشددت على أن الاجتماع سيكون مهماً جداً لمناقشة مستقبل العراق، إذ سيعقد على مستوى وزراء الخارجية. كما سيتابع تنفيذ توصيات مؤتمر بغداد الذي عقد في العاشر من آذار مارس الماضي على مستوى كبار المسؤولين في هذه الدول. وكان"المؤتمر الدولي حول الأمن والاستقرار في العراق"الذي عُقد في العاشر من آذار مارس الماضي على مستوى كبار المسؤولين في بغداد حضره ممثلو 16 دولة وهيئة، نجح في كسر الجليد بين الولاياتالمتحدة من جهة وكل من إيران وسورية من جهة ثانية، فيما طرح الجانب العراقي تشكيل ثلاث لجان فنية على مستوى الخبراء"للتعاون والتنسيق الأمني وتفعيل الاتفاقات السابقة للمساعدة في مكافحة الإرهاب ومنع التسلل وضبط الحدود". يشار إلى أن مؤتمر دول الجوار العراقي هو الأول الذي يجمع وزيري خارجية الولاياتالمتحدة كوندوليزا رايس وإيران منوشهر متقي، ولم تستبعد الخارجية الأميركية عقد لقاء بين الوزيرين على هامش المؤتمر.