تبدأ الولاياتالمتحدة وإيران اليوم في بغداد حواراً يعتبر الأكثر أهمية بينهما منذ 27 عاماً. لكن كلاً من الدولتين حددت أهدافاً متواضعة لهذا الحوار عن طريق حصر محادثاتهما بالوضع العراقي. وسيلتقي السفير الاميركي في بغداد ريان كروكر صباح اليوم السفير الايراني حسن كاظمي. ولم يكشف عن مكان اللقاء لأسباب أمنية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كايسي ان الاجتماع سيعقد في"مبنى حكومي عراقي". ويشارك مندوب عراقي في بداية المحادثات التي ستتواصل بشكل ثنائي بين الطرفين المعنيين. ولن يصدر أي بيان. إلا ان كروكر قد يعقد في وقت لاحق مؤتمراً صحافيا في السفارة الاميركية. ويأتي هذا اللقاء إثر حديث عابر قصير حصل في شرم الشيخ في بداية ايار مايو بين وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الايراني منوشهر متقي على هامش المؤتمر الدولي حول العراق. وقال علي الدباغ الناطق باسم رئيس الوزراء نوري المالكي، ان"علاقات سيئة بين البلدين ايرانوالولاياتالمتحدة لا تخدم العراق الذي دفع ثمن التوتر بينهما". وتتهم واشنطنطهران بتسليح الميليشيات لزعزعة الاستقرار. واكدت طهران من جهتها عدم امكان إعادة الامن الى العراق إلا بعد رحيل القوات الاميركية. وعلى رغم رمزية هذا اللقاء، فإن أبعاده الواقعية ستبقى محدودة لا سيما ان الدولتين اكدتا مسبقاً ان محادثاتهما لن تتناول إلا موضوع الامن في العراق. وقال كايسي:"قررنا القيام بذلك لمساعدة الحكومة العراقية على معالجة مصادر القلق الذي تشعر به ونشاطرها إياه وحول بعض الانشطة المضرة التي تقوم بها ايران هناك". واضاف ان اللقاء"ليس منتدى لمناقشة أمور أخرى". وشدد المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية علي خامنئي من جهته على ان المحادثات تهدف الى تذكير الاميركيين"بواجبهم كمحتلين". وقال ان"الولاياتالمتحدة لا تلتزم بواجبها كقوة احتلال من أجل إعادة الأمن الى العراق"، مضيفاً ان الاميركيين"اوثقوا أيدي الحكومة العراقية ويحاولون اطاحتها ويدعمون الارهابيين". وشكك انتوني كوردسمان، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، بأن يثمر اللقاء، على مستوى السفراء، نتائج ايجابية. واضاف الخبير في شؤون الشرق الاوسط، ان"العدائية التي اظهرتها ايران عشية اللقاء مع الولاياتالمتحدة المخصص للموضوع العراقي ذهبت الى أبعد من التصريحات الاستفزازية وعمليات الابتزاز التي تسبق عادة مثل هذه اللقاءات". واشار الى إقدام طهران على توقيف عدد من الباحثين والصحافيين الايرانيين الاميركيين المتهمين بالعمل على اطاحة نظام الجمهورية الاسلامية. وتعتقل القوات الاميركية في العراق منذ 11 كانون الثاني يناير خمسة ايرانيين في اربيل شمال. وتؤكد ايران انهم ديبلوماسيون، بينما تشتبه واشنطن بتورطهم في امداد الشبكات المسلحة في العراق بعبوات متفجرة تتسبب بأضرار كبيرة في صفوف الجنود الاميركيين. في طهران، وصف الناطق باسم الخارجية محمد علي الحسيني المناورات العسكرية الاميركية أمام سواحلها بأنها تهدف الى رفع معنويات الجنود بعد أيام من دخول مجموعة كبيرة من السفن الحربية الاميركية الخليج في استعراض للقوة. وقال الحسيني في مؤتمر صحافي اسبوعي:"تردد السفن العسكرية الأميركية على الخليج ليس بالأمر الجديد، ويبدو ان هذه التحركات لرفع معنويات الجنود الاميركيين". وتصاعدت حدة التوتر بين طهرانوواشنطن في الاشهر الاخيرة بشأن خطط ايران النووية المثيرة للجدل والنزاع في العراق، ما ساهم في ارتفاع أسعار النفط الخام نتيجة مخاوف من توقف محتمل للإمدادات من المنطقة الغنية بالنفط. وتضم السفن الحربية التي بدأت مناورات عسكرية في الخليج الخميس حاملتي طائرات تعملان بالطاقة النووية. وذكر الجيش الاميركي ان الحاملتين وعلى متنهما 17 ألف جندي و140 طائرة سيشاركان في المناورات خلال الاسبوعين المقبلين. وتجري ايران مناورات حربية في الخليج من ان الى آخر، وأجرت تجارب على صواريخ قال أحد القادة العسكريين ان بمقدورها إغراق السفن الكبيرة.